} بيروت - "الحياة" - جدد مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأدنى وليام بيرنز قلق بلاده "بشأن النشاطات الارهابية التي تتخطى حدود لبنان"، في اشارة الى "حزب الله"، معتبراً "ان هذا النوع من القلق يتطلب حواراً هادئاً وعملياً مع اصدقائنا وهذا ما نود ان نفعله". وكان بيرنز اجرى، امس، محادثات مع رئىس الجمهورية اميل لحود، بعدما وصل الى بيروت ليل اول من امس والتقى رئيس الحكومة رفيق الحريري. وأبلغ لحود المسؤول الاميركي "ضرورة إيجاد حل لأزمة الشرق الاوسط استناداً الى القرارات الدولية 242 و338 و425 وضرورة إلزام اسرائيل بالانسحاب من الاراضي العربية المحتلة ووقف اعمال الارهاب والعنف ضد الشعب الفلسطيني"، مؤكداً "ان استمرار هذا الواقع سيؤدي الى حال عدم استقرار في كل المنطقة". وقال لحود: "لبنان دان الارهاب لكنه يميز ما بين الارهاب والمقاومة التي هي حق مشروع لمن احتلت ارضه". وأشار الى "ان اسرائيل تضغط في مختلف المحافل الدولية لتزوير الحقائق والخلط بين المقاومة والارهاب، ساعية بذلك الى تغطية احتلالها وأعمالها القمعية وارهاب الدولة الذي تمارسه". وحضر اللقاء مع بيرنز وزير الخارجية محمود حمود. وأفاد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية ان بيرنز عرض المعطيات التي تكوّنت لديه في الجولة التي قام بها على عدد من دول المنطقة، واستمع الى شرح من لحود عن موقف لبنان من التطورات الاقليمية والدولية وما آلت اليه حملة مكافحة الارهاب التي بدأتها الولاياتالمتحدة بعد احداث 11 ايلول سبتمبر. ووصف بيرنز محادثاته مع لحود بأنها "مفيدة، وأكدت التزام الولاياتالمتحدة، على رغم كل الصعوبات الواضحة بالنسبة إلينا جميعاً في ما يتعلق بالوضع بين الفلسطينيين والاسرائيليين، بكل ما في وسعها لمساعدة الاطراف على التخلي عن العنف والعودة الى المسار السياسي، وكذلك المساعدة على تحقيق الرؤية التي اعلن عنها كل من الرئيس جورج بوش ووزير الخارجية كولن باول في تصريحاتهما الاخيرة". وقال: "ليست لدينا اوهام، انها عملية صعبة جداً، وواشنطن مصممة على المضي في لعب دورها". وشكر بيرنز لبنان وحكومته على "التعاون الذي برهناه من خلال ملاحقة افراد وجماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة". وقال انه ناقش مع لحود قلق واشنطن المستمر في شأن "حزب الله"، "وكانت لنا فرصة ممتازة لمناقشة مستقبل الوضع الاقتصادي للبنان والسبل التي يمكن من خلالها للولايات المتحدة وعدد من البلدان الصديقة الاسهام في هذه المسيرة". وأقرّ بيرنز بأن "ل"حزب الله" عدداً من الأبعاد المختلفة كحزب سياسي ومؤسسة اجتماعية خدماتية". وحين سئل عن معلومات منشورة تقول ان الرئىس الاميركي جورج بوش ابلغ لبنان وسورية انهما اذا لم يتعاونا في وضع حد لنشاط الحزب سيكون مصيره شبيهاً بمصير طالبان، اجاب: "قرأت تقارير صحافية في هذا الصدد، ولكن لا اعتقد ان هذا هو بالتحديد ما قاله الرئيس بوش". وأضاف: "ان قلق الولاياتالمتحدة واضح وهو ما عبّر عنه الرئىس الاميركي من انه بعد 11 ايلول المشكلة المطروحة اولاً هي من قبل هؤلاء المسؤولين عن الاعمال الارهابية، ويمكنكم رؤية ذلك من خلال الاعمال التي تقوم بها ليس فقط الولاياتالمتحدة، بل ايضاً عدد من اعضاء المجتمع الدولي الذين يواصلون اتخاذ الاجراءات، ويمكنكم رؤية مدى تصميمنا التام على تصفية شبكة القاعدة المسؤولة عن هذه الاعمال. وهذا جهد طويل المدى وليس محصوراً بالحملة الحالية على افغانستان، بل هو جهد ممتد زمنياً للوصول الى مصادر تمويل هذه الجماعة ولمشاركة المعلومات والتعاون في مجال تعزيز القوانين، وهذا ما نواصل القيام به عبر حوار ناشط عنه مع لبنان حالياً. ويشمل قلقنا جماعات اخرى لديها امتداد عالمي تستمر في القيام بهذا النوع من النشاطات، وحيث لدينا قلق محدد في شأن مجموعات معينة نتشارك بالمعلومات مع اصدقائنا في شكل جدي لنرى كيف يمكننا العمل سوياً في هذا الخصوص". وكان بيرنز التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري وجدد التزام بلاده العمل "من اجل حل شامل والتقدم على كل المسارات بما فيها اللبناني والسوري". وطالب بري خلال اللقاء بتوضيح علني للكلام المنسوب الى بوش عن ان مصير "حزب الله" سيكون شبيهاً بمصير طالبان، فيما أثار بيرنز مجدداً استمرار هواجس الولاياتالمتحدة في موضوع "حزب الله". وركّز بري في الشأن الفلسطيني على "ان المهم هو الحل السياسي وليس المسألة الامنية". وعلى هامش محادثات المسؤول الاميركي قام المستشارون الاعلاميون المرافقون لبيرنز بتوزيع منشورات على الصحافيين اللبنانيين تذكّر بالوجود الاسلامي في الولاياتالمتحدة وملصقات وصوراً عن المساجد فيها. وأجرى بيرنز محادثات مع الوزير حمود الذي كان اتصل بنظيره السوري فاروق الشرع وبحث معه في الوضع المتدهور في الأراضي الفلسطينية المحتلة.