توقع العميد ستار ياسر، المسؤول التنظيمي ل"حركة الضباط والمدنيين" في بغداد ل"الحياة" ان تشكل تسوية ازمة النجف "بداية لتصفية بعض الأوضاع الامنية في الفلوجة وسامراء والرمادي وبعقوبة". واضاف ان "القوى نفسها داخل الحكومة التي غلبت الحل العسكري على الحل السياسي في النجف تريد الان انتهاج القوة في التعامل مع المشاكل الامنية في مناطق المثلث السني". واشار الى وجود خطط امنية جاهزة اعدتها الحكومة العراقية الموقتة لشن هجمات واسعة وحاسمة ضد المسلحين خصوصاً في الفلوجة وسامراء وبعقوبة. ولفت الى ان الوضع في ازمة النجف يبدو مختلفاً عن الاوضاع في الفلوجة وسامراء، ففيما تلعب المرجعية الدينية دوراً حاسماً في الوضع الشيعي تخضع احوال المناطق السنية الى حد كبير الى المرجعية العشائرية، مشيراً الى ان العشائر قد تضطلع بدور بارز في تسوية الاوضاع الامنية في مناطق المثلث السني. وزاد: "المرجعية الدينية السنية الممثلة بهيئة علماء المسلمين بدت ضعيفة جداً في التأثير على المسلحين في ازمات الفلوجة السابقة وستفشل اذا تجددت هذه الازمات". ودعا الحكومة العراقية الى عدم اتباع القوة العسكرية في الفلوجة وبعقوبة وسامراء والرمادي، محذراً من ان المواجهات المسلحة اذا اندلعت في هذه المناطق "ستكون دامية للغاية"، لافتاً الى ان "المسلحين فيها اكثر تدريباً وعدة وهو الامر الذي يجعل الاقتتال طويل الامد ومن الصعب حسمه". واكد ان الغارات الاميركية على الفلوجة مجرد تمهيد لحملة عسكرية واسعة ربما تبدأ قريباً ضد المناطق السنية التي تمثل بؤر عنف. وكشف ان الحكومة العراقية تدرس مع بعض العشائر في المنطقة ملفات امنية منها تحديد عدد المسلحين وزعاماتهم وفئاتهم وكيفية الحوار معهم لالقاء اسلحتهم تمهيداً لدعوتهم الى المشاركة في العملية السياسية. وقال ان بعض المجموعات المحسوبة على السلفية قد لا تتجاوب مع الجهود المبذولة للوصول الى تسوية. من جهة ثانية، كشف مسؤول شيعي ل"الحياة" ان مكتب المرجع الاعلى آية الله علي السيستاني انتقد مواقف وزيري الدفاع حازم الشعلان والداخلية فلاح النقيب من ازمة النجف. وقال ان الوزيرين لن تكون لهما اي فرص سياسية في المستقبل بسبب تبنيهما سياسات متشددة في التعاطي مع الازمة، مضيفاً ان "السيستاني ابلغ قوى شيعية ان تصريحات الشعلان لاقتحام الصحن الحيدري الشريف ترك وجعاً كبيراً في النفس".