لم تكن استقالة رئيس نادي "الحكمة" اللبناني، انطوان الشويري، من الرئاسة، ونشاطات النادي الرياضية مفاجأة. إذ كان اعتكافه، واعلانه قبل مدة، عزوفه عن متابعة المسيرة الرياضية اشارة الى هذه النهاية. والاسباب، كما جاءت في بيان الاستقالة، هي: تراجع لعبة كرة السلة في الموسمين الماضيين بعدما انسحب فريق "الشانفيل" في نهائي الموسم الفائت، من مباراة بينه وبين "الحكمة" احتجاجاً على سوء التحكيم لمصلحة خصمه، وفشل المساعي لاطلاق الدوري المشترك اللبناني - السوري - الاردني بسبب تعنت اتحاد غرب آسيا. والشويري لا يريد ان يكون شاهد زور على تقهقر اللعبة التي أحبها. قد يرى بعضهم في الاستقالة خسارة كبيرة لفريق "الحكمة"، وهو الفريق الذي حقق مع الشويري بطولات وانجازات كبيرة. وهذا واقع لا ينكره احد خصوصاً ان الشويري ليس عراب الفريق فحسب، بل عراب كرة السلة في لبنان وعراب اتحادها. ولو استطاع "لسيطر" على السلة العربية كلها. فهو عمل جاهداً لتصل كرة السلة اللبنانية الى اعلى مستوياتها. ولا أحد ينكر ذلك، او ينسى الانجاز الكبير الذي تمثل بوصول فريق الحكمة الى بطولة العالم. لكن السؤال المطروح هو: هل استقال ال"President" للأسباب الذي ذكرها في بيانه؟ أم هناك أسباب أخرى نجهلها؟ أم لأسباب تدور على ألسنة الناس، وتتلخص في اتهامه ب"احتكار اللعبة من خلال الاعلانات"، وب"احتكار فريق الحكمة للألقاب التي نالها في المواسم الاخيرة بطرق غير سوية وبالاتفاق بينه وبين اتحاد كرة السلة"، و"عدم التفاف النوادي حول الحكمة واللاعب ايلي مشنتف عندما أوقف بسبب اتهامه بتناول المنشطات"؟ والناس يتحدثون أيضاً عن "شك" الشويري بأنهم "شمتوا" به، وخوفه من ضعف فريق الحكمة واحتمال خسارته في الموسم المقبل أمام منافسه التقليدي، فريق "الرياضي" الذي ضم أخيراً أهم لاعبي فريق "الشانفيل" ومدربه فؤاد أبو شقرا، في صفقة هي الاكبر للنادي "الرياضي". هذا الفريق الذي حاربه الشويري والاتحاد، وظُلم وظَلَم نفسه في كثير من الاحيان. لا شك في ان هناك اسباباً قوية ومزعجة كثيرة أدت الى انسحاب الشويري من ساحة السلة اللبنانية والعربية، والرياضية عموماً. لكن هذا من وجهة نظره. اما من وجهة نظر غالبية المعنيين في هذه اللعبة، فهناك أسباب أكبر، منها تعاطيه السلبي مع بعض النوادي وعدم محاورة المعارض منها، والاستفزازات التي كانت تحصل من فريقه وجمهوره للفريق الخصم في المباراة. كل هذه الامور ادت الى انسحابه. ففضل أن يستقيل قوياً على أن يقيله، ضعيفاً، جمهوره وناديه. أم أن هذا كله مناورة لاستدرار عواطف الجماهير؟ عكار لبنان - هشام غنّوم [email protected]