صنع عمرو دياب حالاً غنائية متميزة، وسطر اسمه بحروف من نغمات في عالم الموسيقى، فهو في رحلة دائمة للبحث عن النغم الجميل، والكلمة الصادقة. واليوم يعيش عمرو دياب لحظات النجاح وبالتحديد بعد نجاح ألبومه الغنائي الأخير "ليلي نهاري" وحفلته الغنائية الأخيرة في قرطاج. نظرة صغيرة من وراء الكواليس لهذا الجمهور الكبير كانت كفيلة بإصابته برعب شديد، 15 ألف شخص كانوا يرددون اسمه ويغنون أغانيه قبل أن يظهر أمامهم، الكل كان في حال اشتياق له، وبمجرد أن خرج تحول مسرح قرطاج الى حال تفاعل شديد بين الفنان وجمهوره. وقتها نسي كل شيء وظل يغني لأكثر من ساعتين، والجمهور يغني معه. "الحياة" التقته وكان هذا الحوار: كيف كان شعورك بعد الاستقبال الكبير في قرطاج؟ - سعادتي لا يمكن وصفها أبداً، فمهرجان قرطاج من المهرجانات المهمة، والجمهور التونسي ذوّاق للفن الجميل، إضافة الى أنه جمهور يملك حساً موسيقياً رائعاً، حتى أن الجمهور الذي زاد عدده على 15 ألف كان يغني معي بإحساس بديع، بصراحة الموقف كان أكثر من رائع وكدت أبكي من الفرح وهذه هي حالي مع كل جمهوري في الوطن العربي كله. بعد كل هذه السنوات من العمل الفني هل بدأت تشعر بالخوف من المستقبل؟ - ولماذا الخوف؟ ما دمت أجتهد في عملي، وكل الموضوع أنني أصبت بالملل من بعض الاشخاص الذين لا يعملون أي شيء سوى محاولة الصعود على حساب الآخرين. حال بحث دائم الاختيارات اللحنية في البومك الأخير "ليلي نهاري" حملت الكثير من التجديد، فما هي المعادلة التي تصل بك الى هذا التمييز؟ - أنا مطرب ومن المهم أن أظل في حال بحث دائم عن الجديد والمتطور من أجل تقديم أساليب موسيقية أدخل من خلالها الى اسواق جديدة في الخارج، وأظل في حال بحث دائم عن الموسيقى والنغمات الجديدة، إضافة الى اختيار كلمات تناسب كل الأذواق. تقول إنك تبحث عن الموسيقى التي تفتح بها أسواقاً خارجية، ومع هذا قدمت في ألبوماتك الاخيرة الكثير من الاغاني التي حملت موسيقى شرقية لماذا؟ - هذا شيء ضروري. فلا يعقل أن اقدم موسيقى غربية، وانسى الموسيقى الشرقية الجميلة، وعندما أقدّم انغاماً موسيقية جديدة وأضع معها الموسيقى الشرقية فهذا يضمن ان الجمهور في الخارج سيتابع هذه الألحان، باختصار أنا احب عمل توازن بين اغاني الألبوم من اجل فتح اسواق جديدة والحمد لله البوماتي تباع في كل مكان في العالم. هل تشعر أن افكارك الموسيقية التي تقدمها في ألبوماتك الغنائية تُنقل وتُقلّد؟ - هذا صحيح... وأنا اعيب على بعض المطربين أنهم لا يجتهدون... وللعلم فهذه الموسيقى لم ابتكرها، أنا أقدمها وأنا في مصر، وأتعاون مع الشعراء والملحنين والموزعين ومهندسي الصوت الموجودين في مصر، والموضوع في النهاية هو اجتهاد وحب للفن الذي سيقدم. لا أخجل من آرائي لماذا يسيء بعضهم فهمك باستمرار؟ - لأنني إنسان واضح في حياتي، كما أنني لا احب ان انشغل بأي موقف يحدث معي وافضل التفرغ للعمل فقط، ولا يوجد في حياتي شيء اخجل منه، وموضوع الإشاعات امر لا يستحق الاهتمام، فلا يوجد شيء يوازي وجودي مع أهلي واسرتي وجمهوري، وللأسف بعضهم يعرضني دائماً لأمور لا دخل لي بها لمجرد أن لديهم وقت فراغ كبيراً، وأشعر دائماً أن هناك من يحاول وضعي في دائرة الاتهام باستمرار وهناك من يحاول تضخيم الامور كي أظهر أمام الناس وكأنني اخطأت على رغم أنه لا يوجد خطأ، عموماً الانسان المشهور دائماً يتعرض لمثل هذه الامور، وبالتالي يجب عليه أن يتحمل العراقيل التي يتعرض لها، وللاسف الشديد هناك اشخاص لا يعلمون إلا من خلال عمل وتوهج الآخرين، وهؤلاء لا همَّ لهم سوى تدمير الآخرين على رغم أنهم لا يملكون أيّ ثقافة موسيقية. الا ترى أن آراءك الجريئة التي تعلنها بصراحة تعرضك للمشاكل؟ - من حقي أن اقول وجهة نظري، فنحن نعيش عصر الديموقراطية، ومن حقي أن اقول رأيي بصراحة، طالما أنني لا أسيء، لأحد، لكن للاسف هناك من يحاول دائماً خلط الامور لأسباب شخصية. يتساءل الجمهور كيف نجح عمرو دياب في تخفيض وزنه في فترة زمنية قصيرة؟ - الموضوع بسيط للغاية، فأنا لم اتبع اي نظام غذائي لإنقاص وزني، بل مارست الرياضة في شكل يومي ومكثف، وهذا ما حدث ونجحت في وقت قصير في إنقاص وزني، كما أنني احب ممارسة كل الألعاب الرياضية ولديّ حماسة كبيرة لذلك، وقد حرصت عند تأسيس فيللتي الجديدة ان يكون عندي كل الاجهزة الرياضية وكأنني في صالة جمانيزيوم، وللعلم فهذا المجهود الشاق الذي أبذله يومياً ولمدة 3 ساعات يجعلني أعمل فنياً في شكل أفضل. فيلم جديد في الفترة الماضية سمعنا عن قرب دخولك استديوات السينما لتصوير فيلمك السينمائي الجديد؟ - هذا صحيح فقد اتفقت على بطولة فيلم سينمائي جديد بعد غياب أكثر من 10 سنوات عن بلاتوات السينما، والفيلم من تأليف مدحت العدل، واخراج شريف عرفة ويحمل اسماً موقتاً بعنوان "المتمرد". قيل أن هذا الفيلم يحكي قصة حياتك كفنان منذ البداية وحتى الآن؟ - هذا غير صحيح. فأنا اجسد شخصية فنان يسعى للنجاح ويحاول بشتى الطرق إثبات ذاته وينجح في ذلك. ومتى ستبدأ تصوير الفيلم؟ - مع بداية شهر كانون الثاني يناير تمهيداً لعرضه في الموسم الصيفي المقبل، ونحن نعمل من الآن لوضع اللمسات النهائية للفيلم، إضافة الى بحثنا عن وجه نسائي جديد يشاركني دور البطولة.