لم يتردد ناصر جنيد 48 عاما في مغادرة مدينته البصرة والتوجه الى النجف ليكون من "الدروع البشرية" في ضريح الإمام علي، لكن بعد 10 ايام من الترقب والمعارك يحلم بالسلام وبالعودة الى دياره. وقال جنيد مشيرا الى عشرات الاشخاص الجالسين في زاوية من الصحن الحيدري "لقد تطوعت لاكون على غرار الآخرين من الدروع البشرية". وأضاف "أتينا جميعا الى هنا بهدف حماية ضريح الامام علي، واذا دعت الحاجة زعيمنا مقتدى الصدر. لقد قررنا ان نسلك درب الشهادة اذا اقتضى الامر". وتدفق مئات من انصار رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر الى النجف منذ بدء المعارك في الخامس من الشهر الحالي مع القوات الاميركية والعراقية. ويعتزم الشيوخ والشبان والاولاد تشكيل "دروع بشرية" حول الضريح اذا حاول الجنود دخوله. واوضح جنيد "سنكون دروعاً لوقف رصاصهم ولن نسمح لأي عدو بأن يدخل الضريح". ولكن بعد ترقب دام 10 ايام يرغب ناصر، الذي انقطع كل اتصال له بالعالم الخارجي، في العودة الى بيته في البصرة، وينتظر قدوم صحافي او مصور يحمل هاتفاً خلوياً ليسأله اذا كان يستطيع الاتصال بعائلته التي انقطعت اخبارها عنه منذ وصوله الى النجف. واضاف محاولاً اقناع الصحافيين "علي الاتصال بالمنزل لأن ابنتي مريضة منذ اسبوع". ومضى يقول "اريد العودة الى منزلي اشعر بانني عالق هنا، فهذه المعارك لا تنتهي". ويقول ناصر وهو جالس على حصيرة مع رفاقه يحتسي الشاي "اننا مع مقتدى، لكن يجب انهاء هذا الوضع. انني المعيل الوحيد للعائلة وعلي العودة الى زوجتي وابنتي". من جانبه قال مالكي وهو أب لاربعة اولاد ويتحدر من بغداد "نحن مستعدون للتضحية بحياتنا في سبيل الامام علي لكنني اشتقت الى عائلتي". وتابع "انني مؤمن لكنني ارحب بحل سلمي لهذه الأزمة وعندها يمكننا العودة جميعا الى ديارنا". وفي زاوية اخرى يحاول مسؤول من مكتب مقتدى الصدر في بغداد تلبية مطالب "الدروع البشرية" بهاتف خلوي استعاره. وتساءل المسؤول نفسه "لماذا يلحون الى هذا الحد على التحدث مع عائلاتهم؟". وقال علي حسن وهو طالب جاء من مدينة الصدر، المعقل الشيعي في بغداد، للقتال "أتيت الى هنا قبل 10 ايام وسأبقى حتى نهاية الازمة أكانت النتيجة السلام او الاستشهاد".