رفع البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير من درجة معارضته التمديد أو التجديد لرئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود ولتعديل الدستور، فانتقد المشاورات التي يجريها الرئيس السوري بشار الأسد حول الاستحقاق الرئاسي حين اشار الى انها "تجري خارج حدودنا كأننا فقدنا نهائياً سيادتنا". راجع ص4 وجدد صفير، قبل يومين من لقائه المقرر مع رئيس الوزراء رفيق الحريري المعارض هو الآخر للتجديد، معارضته ليس لتعديل الدستور من أجل إعادة انتخاب "الشخص عينه" لمرة واحدة، بل انتقد "الأصوات" المنادية بالتعديل الدستوري لإعادة الانتخاب "الى ما لا نهاية اسوة بمن حولنا من الأنظمة المحيطة بنا..." وهذا يعني معارضته اقتراح تعديل الدستور لخفض مدة ولاية رئيس الجمهورية من ست سنوات الى خمس مع حق التجديد للرئيس اللبناني. وذكرت مصادر متعددة مطلعة على موقف صفير ان الأخير صاغ موقفه بوضوح اكثر، بعدما كان يكتفي بالتأكيد على موقفه المعارض لتعديل الدستور، بسبب عوامل عدة ابرزها: 1- ان مؤيدي التجديد للحود اخذوا يرددون ان صفير لن يعارض الخطوة وأن ما يهمه هو ما يقدمه الرئيس الجديد، او المجدد له، اكثر من الشخص، وأن صفير اذا خيّر بين لحود وبين بعض المرشحين سيفضل التجديد، في حين ان هذا ليس موقف صفير الفعلي. 2- ان صفير لا يكتفي بمعارضة التجديد فقط، بل يرى ان الاستحقاق الرئاسي "محطة مفصلية" حتى لجهة انتخاب رئيس جديد، من النواحي السياسية والاقتصادية والشعبية، لاعتقاده ان الطريقة التي سيدار فيها هذا الاستحقاق كائناً من انتخب رئيساً، لجهة هجرة المزيد من اللبنانيين، ولجهة اليأس الذي يسود الناس من الأوضاع السياسية - الاقتصادية والتي قد تسبب ردود فعل غير عادية لديهم. 3- ان صفير، بحسب قول بعض القريبين منه، ابلغ لحود خلال الخلوة التي جمعتهما حين زاره في قصره الصيفي في الديمان في 31 تموز يوليو الماضي، معارضته تعديل الدستور من اجل التمديد. ولمحت المصادر الى ان صفير أكد ان التجديد سيؤدي الى ردود فعل. 4- كما ان المصادر المتعددة اوضحت ل"الحياة" ان المناقشات التي تجرى إما مباشرة او عبر وسطاء بين لحود وصفير حول المرحلة المقبلة ومطالب سبق لصفير ان رفعها، لم تؤد الى نتائج ملموسة. وفي ما يتعلق بمشروع قانون الانتخابات النيابية الذي يطالب صفير بأن ينص على اعتماد القضاء دائرة انتخابية، اكتفى لحود وفريقه بإبلاغ صفير بأنه سيتم العودة الى الدوائر المصغرة في بيروت العاصمة، اما المناطق الأخرى، فإن الأمر يحتاج الى المزيد من البحث. اما في ما يتعلق بوضع قائد "القوات اللبنانية" المحظورة الدكتور سمير جعجع في السجن حيث ينفذ محكومية السجن المؤبد لإدانته في موضوع اغتيال الرئيس الراحل رشيد كرامي، فقد اكد محيط لحود لصفير ان العفو عنه لإخراجه من السجن يحتاج الى المزيد من الوقت. وحين طلب صفير تحسين اوضاعه في السجن جرى صوغ ورقة مكتوبة بالإجراءات في هذا الصدد، استند بعض بنودها الى "رأي الأطباء"، ومنها ان يوضع في غرفة معرّضة للشمس، وان يسمح له بقراءة الصحف على الأقل صحيفة واحدة، وان يسمح له بلقاء عائلته 3 مرات في الأسبوع لساعات عدة من دون قيود وأن يتمكن من لقاء محاميه 3 ساعات في الأسبوع على الأقل وأن يسمح باستخدام الورقة والقلم اثناء اللقاء. وعلى ذمة المصادر الواسعة الاطلاع فإن الجواب جاء لصفير أن بعض هذه المطالب يحتاج الى المزيد من الوقت لتحقيقه وأنه تمت زيادة الوقت الذي يخرج فيه جعجع من غرفته المسجون فيها... 5- ان صفير قرر اعتماد تعابير واضحة في موقفه، بعدما نبهه البعض الى ان المشاورات التي تجرى في دمشق أعادت الأرجحية الى فكرة التجديد للحود وأن هذا قد يدفع البعض الى العودة عن معارضته هذا الخيار، وأنه لا بد له من ان يدلي بدلوه، خصوصاً ان ثمة قيادات اسلامية قالت رأيها المعارض، او ما زالت عنده.