توقع مقربون من البيت الأبيض أمس أن يساهم نجاح الحكومة العراقية في "احتواء" التمرد الذي قاده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في النجف في دعم الجهود "للقضاء على جيوب التمرد في ما بات يعرف هنا باسم المثلث البعثي". ولفتت المصادر التي تحدثت الى "الحياة" إلى ان ايران "صعدت لهجتها ضد الولاياتالمتحدة فيما كانت القوات العراقية تتأهب للقضاء على التمرد في النجف"، في اشارة غير مباشرة الى تورط طهران في دعم الزعيم الشيعي المنشق. واضافت ان تهدئة الأوضاع في النجف والمدن الجنوبية ستساهم في "خلق اجواء تساعد على تركيز العمليات العسكرية العراقية ضد المتمردين في الفلوجة والمثلث البعثي". واعتبرت ان تصعيد اللهجة الايرانية في ما يخص الملف النووي والوضع في العراق "يرتبط بمحاولة طهران ضرب التوافق الاميركي - الاوروبي حول برنامجها النووي والسعي للتأثير في نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية". وجاءت تصريحات المسؤولين الاميركيين غداة استطلاعات للرأي اظهرت أن السياسة الخارجية والوضع في العراق ومسائل الأمن القومي باتت على رأس اولويات الناخب الاميركي للمرة الأولى منذ حرب فيتنام وانتخابات العام 1972. وكانت الاستطلاعات تظهر سابقاً أن الاقتصاد في الولايات الحاسمة سيكون العامل الأهم في تقرير مصير الانتخابات الرئاسية. ونشر مركز "بيو" للأبحاث أخيراً دراسة أكدت أن مسائل الأمن القومي تجاوزت الوضع الاقتصادي في اهميتها بالنسبة إلى الناخب الاميركي، من دون ان تبين ما إذا كان ذلك سيخدم حملة كيري الانتخابية او فرص اعادة انتخاب الرئيس بوش. وقال ستة من اصل عشرة اشخاص استطلعت آراؤهم ان استخدام القوة العسكرية ضد دول تهدد الامن القومي الاميركي مبرر حتى ولو لم تهاجم الولاياتالمتحدة، فيما اعرب ثلثا المشاركين عن قلقهم ازاء خسارة اميركا احترامها في العالم. ويظهر الرئيس بوش بأنه اكثر حزماً من كيري في معالجته للتهديدات الارهابية رغم ان 60 في المئة من الناخبين اتهموا بوش باستعجال الخيار العسكري قبل استنفاد الوسائل الديبلوماسية.