اظهر اول استطلاع يجرى في اميركا بعد المناظرة الاولي بين الرئيس جورج بوش ومنافسه السناتور جون كيري نجاح الاخير في تضييق الفجوة التي تفصله عن بوش في استطلاعات الرأي الى النصف بعد تفوقه الواضح في المواجهة التلفزيونية. وكشف الاستطلاع الذي اجراه معهد "غالوب" لمصلحة شبكة "سي ان ان" ان 51 في المئة من الناخبين المسجلين والمحتملين اعطوا اصواتهم للرئيس بوش في مقابل 47 في المئة لكيري، اي بفارق اربع نقاط فقط، مقارنة مع نتائج استطلاع الاسبوع الماضي الذي اظهر تقدم بوش بتسع نقاط. واثبت الاستطلاع الاخير ان تفوق كيري على بوش في المناظرة بواقع 46 الى 37 نقطة ساعد في تحسين فرص كيري الذي بدا كأنه يواجه انهياراً في معسكره قبل شهر من موعد الانتخابات. ونبه خبراء في شؤون الانتخابات امس من ان الاستطلاعات التي تجري بعد المناظرة مباشرة لا تعكس مواقف نهائية للناخبين وان الاستطلاعات الاكثر دقة هي التي ستجرى الاسبوع المقبل عشية المناظرة الثانية الجمعة. وصعد كل من بوش وكيري امس لهجته الهجومية ضد منافسه غداة المواجهة التلفزيونية التي شاهدها اكثر من 62 مليون اميركي. واستغل بوش تعليق كيري عن ضرورة الحصول على شرعية دولية عند شن الحرب ليتهمه بإخضاع شؤون الامن القومي الاميركي "لإستطلاعات دولية". وكان اتهم كيري بأنه مستعد لإبقاء الامن الاميركي رهينة لإرادة دول مثل فرنسا. وبدا بوش كأنه يسعى الى الرد على هجوم كيري خلال المناظرة ما لم يتمكن من فعله في حينه. وقال ناطق بإسم حملة كيري ان كيري لم يقصد اخذ الاذن من احد لحماية الامن الاميركي، بل "التأكد من ان قراراتنا تستند الى اسباب ومبررات مشروعة ومقنعة". وستتركز المناظرة الثانية يوم الجمعة المقبل على الوضع الاقتصادي وسياسات المرشحين في ما يخص التأمين الصحي والتعليم والشؤون الداخلية. واشار محللون سياسيون الى ان خسارة بوش المناظرة على مسائل يفترض ان يكون متفوقاً فيها ينذر بإنتكاسة اكبر عند مناقشة الوضع الاقتصادي في المناظرة المقبلة والتي يسبقها مناظرة الثلثاء بين نائب الرئيس ديك تشيني ومرشح كيري لمنصب نائب الرئيس جون ادواردز. إلا ان معسكر بوش اكد ان مرشحهم سيحسن اداءه في المرة المقبلة ويستعيد زمام المبادرة.