واصل الاسرى الفلسطينيون والعرب في السجون الاسرائيلية اضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم السادس على التوالي، وسط تلويح اسرائيلي باضراب يمتد لاشهر، وصمت دولي استنكره المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله، وتحركات شعبية عربية محدودة للتضامن معهم. راجع ص 4 وفي بيروت تطرق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى المفاوضات في قضية تبادل الاسرى مع اسرائيل، فأكد أنها "لا تزال قائمة مع الوسيط الالماني والوساطة مستمرة، لكن هناك تعهداً من الطرفين بعدم الحديث عن تفاصيل ما يجري لئلا نقع في تعقيدات المرحلة الأولى". وأضاف: "استطيع ان اقول بكل تأكيد للأسرى الفلسطينيين وسمير القنطار ولكل الأسرى في السجون الاسرائيلية ما زلتم وستبقون قضية "حزب الله" في كل المواقع وساحات العمل وفي انتظار ان تتوافر فرصة الفرج والتحرير كما حصل للأخوة الذين عادوا قبل مدة، يجب ان تتواصل كل الأعمال الاخرى التي تؤيد وتساند الاسرى وصمودهم وثباتهم". وبرزت امس ثلاثة تطورات على صلة باضراب الاسرى، أولها رسالة صوتية من عميد الاسرى اللبنانيين سمير القنطار هرّبت من سجنه "هداريم" وقرئت في خيمة "الحرية" المنصوبة امام بيت الاممالمتحدة في بيروت منذ ستة ايام. وفي الرسالة يؤكد القنطار ان "الاسرى مصرّون على المواجهة حتى الاستشهاد"، محذراً من نيات اسرائيلية ل"تصفية قياديين اسرى موضوعين اصلاً على لائحة التصفية من جانب اسرائيل بهدف التخلص منهم في ظل هذه الاجواء المضطربة وغير الواضحة"، داعياً الى اعلان الطوارئ لدى جميع الموسسات الانسانية والقانونية. وتوجه الى القوى والاحزاب الوطنية والاسلامية للتحرك فلسطينياً وعربياً ودولياً لوقف الهجمة الاسرائيلية. والتطور الثاني هو قرار اهالي الاسرى الاردنيين في سجون اسرائيل التوجه الى "حزب الله" الاسبوع المقبل لتولي ملف ابنائهم بعد فشل الحكومة الاردنية و"مماطلتها" في التوصل الى اتفاق مع اسرائيل في هذا الصدد. وقوبل هذا التحرك باستياء حكومي اردني ورفض لأي تدخل من "حزب الله" في هذا الشأن "لأننا دولة ذات سيادة" حسب ما صرح رئيس الوزراء فيصل الفايز لصحيفة "الغد" الاردنية. اما التطور الثالث فهو تهديد وجهته "حركة المقاومة الاسلامية" حماس بخطف جنود اسرائيليين لمبادلتهم بأسرى، مشيرة في تظاهرة حاشدة في مخيم جباليا في قطاع غزة الى ان "كل الخيارات مفتوحة امام مجاهدينا". ويأتي التهديد في وقت اكد وزير الامن الداخلي تساحي هنغبي ان هيئة السجون تستعد لاحتمال امتداد الاضراب لشهور. ويرى المراقبون انه بين تهديدات هنغبي بأضراب مديد ورفض اي مطالب للمضربين، وبين اعلان القنطار ان الاسرى سيضربون حتى الاستشهاد، ستزداد المخاطر على حياة الاسرى المضربين بوماً بعد يوم مما يستدعي تحركاً على المستوى الدولي للتدخل لدى اسرائيل او الضغط عليها لانهاء هذه المحنة.