اشتدت المعارك حول مسجد الإمام علي في النجف بين "جيش المهدي" بزعامة مقتدى الصدر وقوات الأمن العراقية تدعمها الدبابات والمروحيات الأميركية. وأدى قصف مركز للشرطة في المدينة الى مقتل خمسة عناصر واصابة 24. في غضون ذلك، شدد المسؤولون في الحكومة العراقية وفي مقدمهم رئيس الوزراء اياد علاوي على أن الحل العسكري واقتحام المسجد إذا لزم الأمر الخيار الوحيد أمامهم إذا لم يرضخ الصدر للشروط التي حملها وفد المؤتمر الوطني، وتتلخص في إخلاء "جيش المهدي" مقام الإمام علي والقاء السلاح والانضمام الى العملية السياسية. وصدرت مؤشرات عدة من مساعدي الصدر الى أنه مستعد لتنفيذ تلك الشروط، على أن ينسحب الأميركيون من المدينة. في هذه الأثناء اقتحم الأميركيون مدينة الصدر وسيطروا على مداخلها الرئيسية، فيما أصبحوا على بعد 200 متر من ضريح الإمام علي في النجف. ووجه علاوي أمس دعوة أخيرة الى الصدر وميليشياته لنزع أسلحتهم واخلاء الصحن الحيدري. وقال في مؤتمر صحافي عقده في قصر المؤتمرات في بغداد، ان "هذه هي الدعوة الاخيرة لاخلاء الصحن الحيدري والاندماج في العمل السياسي والمساهمة في توحيد صفوف الشعب العراقي". واضاف ان "الحكومة راغبة في الوصول الى حل سلمي للازمة لكنه مقتدى يكابر". وتابع: "لكننا سنستمر في استنفاد كل الامكانات للوصول الى الحل السلمي واذا لم يمتثل لهذه الدعوة فاننا سنتخذ كل الاجراءات الرادعة". وتابع: "عندما نسمع منه فاننا سنتخذ الآليات لكيفية تسلم الاسلحة ونؤمن له ولجماعته الامن". وأوضح: "اننا نريد ان نسمع منه مباشرة موقفه النهائي من الشروط التي تبناها ممثلو الشعب العراقي من اعضاء المؤتمر الوطني والحكومة العراقية". وأكد علاوي "اذا كان يريد مقتدى الصدر ان يكون قائدا على العراق فعليه المشاركة في الانتخابات مطلع العام المقبل لكن عليه الان وضع السلاح جانباً. ولكن للأسف الميليشيات ما زالت تتحصن داخل الصحن الحيدري مستفيدة من قدسية المكان ... ومستمرة في عملياتها الاستفزازية". واكد ان "وفد المؤتمر الوطني جاهز للذهاب والعودة مرة اخرى اذا هو مقتدى الصدر اعلن استعداده لقبول الشروط وتنفيذها". واضاف ان "هذا يعني ان الحل السلمي ما زال ساري المفعول والباب ما زال مفتوحا، لكن للاسف هو الذي رفض استقبال الاخوة اعضاء المؤتمر الوطني بقيادة حسين الصدر". وفيما اذا كانت الحكومة على استعداد لاجراء مفاوضات مع ميليشيا جيش المهدي، قال علاوي ان "الحكومة لا تتفاوض مع عناصر خارجة عن القانون". أما وزير الدولة قاسم داود فأعلن ان هجوماً سيشن على الميليشيا الشيعية في الساعات المقبلة في حال لم يعلن زعيمها مقتدى الصدر شخصياً حلها. وقال ان "هجوماً واسع النطاق سيشن في الساعات المقبلة في حال لم يعلن مقتدى الصدر خلال مؤتمر صحافي انه يحل جيش المهدي". واوضح الوزير العراقي ان من الضروري ان يعقد الزعيم الشيعي هذا المؤتمر الصحافي "نظراً الى غياب الثقة فيه". واضاف ان الصدر "استخدم حيلاً عبر ترك معاونيه يتحدثون. يجب ان يتحدث هو شخصيا خلال هذا المؤتمر الصحافي". وتابع: "يجب ان يسلم ايضاً للشرطة والحرس الوطني كل الاسلحة الخفيفة والثقيلة في كل المناطق بما في ذلك مدينة الصدر في بغداد". ودوت انفجارات قوية صباح أمس قرب ضريح الإمام علي وسط المدينة القديمة، وأكد العسكريون الاميركيون انهم عززوا حصارهم بنشر دباباتهم على بعد مئتي متر من المقام. وسمعت عيارات أسلحة آلية وقذائف هاون في شوارع المدينة القديمة قرب ضريح الإمام علي حيث يتحصن مقاتلو "جيش المهدي". وقال السرجنت شانون كومبتن ان "هناك قذائف هاون وأخرى مضادة للدبابات. نحن على بعد مئتي متر من الضريح ولا نستطيع ان نتقدم أكثر من ذلك". وأضاف ان "قناصة يحاولون في بعض الأحيان اصابتنا لكننا نتصدى لهم".