سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"القاعدة" تهدد ايطاليا بعد انتهاء "مهلة" الانسحاب ... والشرطة تجلي الصحافيين عن النجف . تجدد القتال يطغى على بداية المؤتمر الوطني ودعوة لحل سلمي تلقى استجابة حكومة علاوي
طغت انباء استئناف القتال في النجف بين ميليشيا مقتدى الصدر والقوات الاميركية وهجوم كبير وشيك على المدينة، على اليوم الاول للمؤتمر الوطني العراقي أمس، واضفت توتراً على اجتماعاته دفع بالمشاركين الى تشكيل وفد للذهاب الى الجنوب ومحاولة معالجة الوضع هناك سلماً، فيما تعرض المبنى الذي تعقد فيه الجلسات لقصف بقذائف الهاون، على رغم الاجراءات الامنية المشددة التي احاطت به ضمن المنطقة الخضراء. وكان نحو مئة من الاعضاء غادروا القاعة بعيد بداية الجلسة الاولى احتجاجاً على تجدد العمليات العسكرية في النجف، غير انهم عاودوا الحضور في الجلسة الثانية. وردّت الحكومة بالايجاب على دعوة المؤتمر للتوصل الى حل سلمي في النجف لكنها جددت مطالبتها بأن ينزع "جيش المهدي" اسلحته بلا شروط مسبقة ويغادر عناصره المدينة ومرقد الامام علي ويشارك في العملية السياسية. وشكل المندوبون الذين بلغ عددهم أكثر من الف عضو من مختلف التيارات السياسية والعرقية والاجتماعية، وكانت حصة تمثيل النساء بينهم 25 في المئة، لجنة من 21 عضواً أصدرت بياناً طالبت فيه حكومة اياد علاوي بوضع حد للمواجهات العسكرية في النجف والمحافظات الاخرى وانهاء كل المظاهر المسلحة فيها وفتح حوار مع الصدر، وتأكيد سيادة القانون واحترام هيبة الدولة. واعتبر مستشار الامن القومي موفق الربيعي ان الحكومة العراقية "لن يكون بإمكانها اهمال توصيات مثل هذا النوع، وأنها ستأخذ هذه التوصيات بعين الجد والاحترام". من جهته حدد علاوي في كلمته أمام المؤتمر مهمات المجلس الوطني ب"متابعة اعادة البناء والتنمية الاقتصادية في البلاد وضمان الأمن فضلاً عن صلاحياته في عملية تطبيق القوانين والموافقة على تعيين اعضاء رئاسة الجمهورية والسلطة التنفيذية، وحق نقض قرارات رئاسة الوزراء التي لها قوة القانون خلال عشرة ايام من تاريخ اصدارها"، كما سيكون للمجلس "حق المصادقة على ميزانية الدولة للعام 2005". وطالب الرئيس العراقي غازي الياور في كلمته "اعتبار القضية الامنية محور اهتمام كل مواطن عراقي لتحقيق النصر على الارهاب والارهابيين واشاعة العدل والقانون"، معتبراً "ان اي انتخابات لن ترضي الاطراف كافة في العراق في ظل هذه الظروف". وسيختار اعضاء المؤتمر خلال اجتماعاتهم 81 عضواً يضاف اليهم 19 هم اعضاء مجلس الحكم المنحل من الذين لم يتولوا مناصب حكومية ليكونوا بمجموعهم البالغ مئة عضو جمعية تشريعية موقتة الى حين اجراء الانتخابات العامة في البلاد في تشرين الثاني نوفمبر العام المقبل. في هذا الوقت، تجدد القتال في النجف وقصفت دبابات أميركية المقبرة القديمة في المدينة، في أول خرق للهدنة القائمة منذ نحو ثلاثة أيام، في حين اعلنت الحكومة العراقية ان القوات الاميركية ستشن "قريباً جداً" بمساندة القوات العراقية "هجوماً كبيراً" على "جيش المهدي". وسقطت قذيفة قرب أحد جدران مسجد الامام علي ما أودى بحياة عراقي، على رغم اعلان الحكومة انها أمرت القوات الأميركية والعراقية بعدم استهداف المرقد حيث تحصن المئات من أنصار الصدر. وتزامن ذلك مع مغادرة الصحافيين العراقيين والأجانب النجف تحت تهديد الشرطة العراقية بالاعتقال في حال عدم انصياعهم لأوامرها بإخلاء المدينة، ما أثار مخاوف من فرض تعتيم اعلامي على الأحداث فيها. كما اعتقل صحافي اثناء بثه رسالة مباشرة على الهواء لقناة "العالم" الفضائية الايرانية في النجف. وصرح الناطق باسم وزارة الداخلية صباح كاظم بأن "هجوماً كبيراً سيشن قريباً جداً لانهاء المعارك في النجف"، مضيفاً: "اعتقد بأنه ليس هناك أي حل آخر لأنه يجب الانتهاء من هذه القضية في أسرع وقت ليعود الوضع في النجف الى طبيعته". وأعلنت الوزارة في بيان أنها "أمرت" قوات الحرس الوطني العراقي والقوات الاميركية بعدم استهداف مرقد الامام علي. وجاء في البيان أيضاً ان الحكومة "تنفي تعرض مرقد الامام علي الى قصف من جانب قوات الأمن العراقية او القوات المتعددة الجنسية". وتابع: "لدينا معلومات مؤكدة بأنه يوجد داخل الصحن الشريف حوالي 25 شخصاً من جنسيات أجنبية وفي حوزتهم اعتدة ومتفجرات ومفرقعات ويهددون بتفجيره". ووصف علاوي في حديث الى مجلة "در شبيغل" الالمانية تنشره اليوم الصدر بأنه "شخص غريب لا يعرف ما يريد ولم يطرح اي برنامج". واضاف ان "قسماً كبيراً من مقاتليه من الحثالة والمجرمين والسارقين والفارين من السجون"، مؤكداً ان حكومته "ستنتصر في النهاية على كل من يعاديها". ونفى علاوي وجود اي دليل على دعم ايراني للصدر، وقال "هذا الموضوع فيه بلبلة كبيرة"، لكنه شدد على ان حكومته "ستعيد النظر في موقفها من اي دولة تسعى الى التدخل في شؤوننا الداخلية". وفي ايطاليا، سادت في الساعات الثماني والأربعين الماضية أجواء مشوبة بالقلق والتوتر بسبب تجديد جماعة "كتائب أبي حفص المصري" تهديداتها بضرب "أي هدف في روما وأي مدينة ايطالية اخرى" بعد "انتهاء المهلة" التي منحتها للحكومة الإيطالية لسحب قواتها من العراق. وشددت أجهزة الشرطة والأمن الإيطالية من مراقبة وتمشيط آلاف المواقع الحساسة التي تشمل المطارات ومحطات القطار الرئيسية ومؤسسات الدولة والسدود ومحطات توليد الطاقة الكهربائية ومدن التراث الفني والثقافي والديني. وتعتبر حاضرة الفاتيكان وكنيسة القديس بطرس من بين أهم وأكثر المواقع حراسة ورقابة إذ ضرب حولهما أكثر من طوق أمني من الجو ومن الأرض. لكن وزير الداخلية جوسيبي بيزانو اكد للصحافيين ان بلاده "لن ترهبها التهديدات وان كانت لا تقلل من شأنها".