توقعت مكاتب محاماة، لديها عملاء من شركات الطاقة الاميركية، ان يجتذب أول مزاد تطرحه ليبيا لمنح تراخيص للتنقيب عن النفط والغاز في حقولها منذ رفع العقوبات الاميركية عطاءات من مجموعة من الشركات الاميركية، في أول عودة للشركات الاميركية منذ 18 عاماً الى مكامن الخام الليبي الخفيف المنخفض الكبريت. وأبدى عملاقا النفط في الولاياتالمتحدة"شيفرون تكساكو كورب"و"اكسون موبيل كورب"اهتماماً جديداً بالنفط الليبي، ولكن من المرجح ان تجتذب الجولة اهتمام مجموعة من شركات النفط المستقلة مثل"اناداركو بتروليوم كورب"و"اباتشي كورب". ومن المرجح أن توزع"مؤسسة النفط الوطنية الليبية"العطاءت على مجموعة كبيرة من شركات المرتبة الثانية. وطرحت المؤسسة يوم الاثنين الماضي مزاداً للتنقيب عن النفط والغاز في 15 منطقة برية وبحرية. وقال جون ماكلنسبي المحامي في"بوتيرا آند اندروز"التي تقدم استشارات لشركات الطاقة الاميركية في شأن ليبيا:"من وجهة نظري ليس هناك أي احتمال لان يضع الليبيون البيض كله في سلة واحدة فقط أو سلتين". وأضاف:"بالنسبة للشركات الاميركية الصغيرة والمتوسطة هذه فرصة هائلة لانني لا أعتقد أن الشركات الكبرى ستستأثر بالصفقة كلها لنفسها". وهذه هي المرة الاولى منذ 18 عاماً التي سيسمح فيها لشركات أميركية بالمنافسة على امتيازات نفطية في ليبيا وذلك بعد رفع العقوبات الاميركية في أواخر نيسان أبريل الماضي بعدما قالت طرابلس انها ستتخلى عن برامج أسلحة الدمار الشامل. ويتيح هذا للشركات الاميركية شراء النفط الليبي والاستثمار في اقتصاد ليبيا للمرة الاولى منذ عام 1986. وقال موقع"مؤسسة النفط الوطنية"ان آخر موعد لتلقي عروض التنقيب سيكون العاشر من كانون الثاني يناير المقبل وان أي اتفاقات جديدة للتنقيب والمشاركة في الانتاج ستوقع في النصف الثاني من الشهر نفسه. ومن شأن وصول أسعار النفط الى مستويات قياسية أن يتيح لطرابلس المطالبة بشروط أفضل في المزاد. ونظراً لان هناك احتياطات هائلة في دول أخرى مثل ايران والسعودية، مغلقة بشكل أساسي أمام شركات النفط الغربية، فان ليبيا تتيح واحدة من أفضل الفرص لوقف تناقص الاحتياطات. ووفقاً لبيانات ادارة معلومات الطاقة الاميركية فان ليبيا لديها 36 مليون برميل من الاحتياطات النفطية المؤكدة مع وجود 12 حقلاً يضم كل واحد منها بليون برميل على الاقل. وتقول الادارة ان كثيراً من هذه الحقول غير مستكشفة الى حد كبير بسبب الاهمال الناجم عن العقوبات، ولكن يمكن الحصول منها على خام عالي النوعية منخفض الكبريت بكلفة منخفضة قد لا تزيد على دولار واحد للبرميل وهو ما يقل كثيراً عن نفقات الانتاج التقليدية. كما ان النفط الليبي ملائم للغاية للمصافي الاميركية نظراً لمحتواه العالي من البنزين وعائده الكبير من نواتج التقطير. وتنتج ليبيا حالياً نحو 1.6 مليون برميل يومياً من النفط الخام وتسعى للوصول الى 2.1 مليون برميل يومياً بنهاية العقد الحالي. ولا تزال"اوكسيدنتال بتروليوم"و"مجموعة الواحة"التي تضم"كونوكو فيليبس"و"اميرادا هيس"و"ماراثون"تتفاوضان لاستعادة الاصول التي جمدتها ليبيا عام 1986. وقال متحدثون باسم الشركات ان"اوكسيدنتال"ستتقدم بعرض في جولة منح التراخيص المقبلة بينما تبحث"اوكسيدنتال بتروليوم"خياراتها. وقال متحدث باسم"اوكسيدنتال":"ليبيا من أكثر المواقع جاذبية لصناعة النفط والغاز في الوقت الراهن. ونحن نعتقد أن هناك امكانات كبيرة للغاية هناك".