على رغم سلسلة الاعتقالات التي سبقت القبض على أحمد خلفان غيلاني أو تلته، لا يزال "التنزاني الصغير" يشكل الصيد الأثمن للسلطات الباكستانية والأميركية في مطاردتها لعناصر تنظيم "القاعدة"، لا سيما أن المحققين يؤكدون انه زوّدهم رؤية أوضح عن شبكة أسامة بن لادن، وإن لم تتضح بعد المكانة التي كان يشغلها غيلاني عند اعتقاله. ويؤكد المحققون الذين يتولون استجواب غيلاني إن التنزاني المطلوب لتورطه في تفجيرات السفارتين الأميركيتين في شرق أفريقيا "يملك الكثير ليقوله"، لا سيما أنه رافق تطور "القاعدة" من شبكة ضيقة ومنظمة تشكل تهديداً للأهداف الأميركية المهمة إلى مجموعة كبيرة تكافح من أجل البقاء. وقد ورد اسمه على لائحة مكتب التحقيقات الفيديرالي اثر تفجير السفارتين الأميركيتين عام 1998 في نيروبي ودار السلام، ووضعت مكافأة على رأسه بلغت خمسة ملايين دولار. واعتقل غيلاني الشهر الماضي في باكستان في كمين مع 20 مشتبهاً في انتمائهم الى "القاعدة"، وتبعته اعتقالات مماثلة في لندن. وتحول الاهتمام اثر الاعتقالات الى محمد نعيم نور خان خبير الكومبيوتر لدى التنظيم. غير أن وزير الداخلية الباكستاني الشيخ رشيد احمد قال إن غيلاني لا يزال المعتقل الأبرز، وان المحققين يحاولون معرفة الدور الذي لعبه في "القاعدة"، اذ يعتبره البعض قائداً كان نجمه قد بدأ يسطع، بينما لم يبد آخرون متأكدين من ذلك. وتشير الأدلة جميعاً إلى استخدام بن لادن غيلاني لتبييض اموال في أسواق الالماس في غرب أفريقيا قبل اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، والتخطيط لتفجيرات السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام، والربط بين شرق باكستان والعقول المدبرة المستقبلية ل"القاعدة". وساهم اعتقال غيلاني وخان في احباط خطط إرهابية كان يحضر لتنفيذها في الشهور القليلة المقبلة، وفقاً لما أظهرته صور التقطت عامي 2000 و2001 عثر عليها على أجهزة الكومبيوتر التي صودرت عند اعتقالهما، وضمت أهدافاً مالية أميركية في نيويورك وواشنطن ونيو جيرسي، ومطار هيثرو في لندن وعدداً من المباني في بريطانيا. وقال مسؤول أميركي إن غيلاني يتعاون مع المحققين ويزودهم برؤية "قيمة" عن كيفية عمل التنظيم. فيما أكد ديبلوماسي في افريقيا على دراية بالقضية ان ثمة ادلة على اتصال التنزاني قبل مدة مع مقاتلين في القارة السوداء. وأكد مسؤولون باكستانيون انه اعتراف بالتحضير لتنفيذ اعتداءات ضد أهداف سياحية في وطنه الأم. وكان الدور الأهم في عمليات الشبكة في أفريقيا لغيلاني. وهو سافر الى باكستان قبل يومين على اعتداءات نيروبي، ومنها انتقل الى أفغانستان حيث اختبأ حتى الغزو الأميركي والإطاحة بنظام "طالبان". وتتهم السلطات الأميركية غيلاني بتهريب الالماس في السوق السوداء في ليبيريا بالتعاون مع الرئيس السابق تشارلز تايلور. وتمكن غيلاني من توفير 15 مليون دولار ل"القاعدة" عبر تلك التجارة. ونقل عن التنزاني قوله لمن تعامل معهم انه سبق له العمل في تهريب الألماس في الكونغو. ويعتقد انه مكث في كانون الثاني يناير في سيراليون لمتابعة عمله من هناك. ورصدت القوات الأميركية انتقاله الى باكستان عام 2003، حيث حط رحاله وتزوج من اوزبكية انجبت له اطفالاً.