وجّهت السلطات الباكستانية ضربة جديدة لتنظيم "القاعدة" باعتقالها تنزانياً من أبرز المطلوبين في قضية تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودار السلام عام 1998. وفي وقت قال وزير الداخلية الباكستاني فيصل صالح حياة لوكالة "أسوشيتد برس" ان أحمد خلفان غيلاني يُقدّم الى السلطات "معلومات قيّمة"، قال مراقبون ل"الحياة" ان اعتقاله ربما احبط خططاً لتنفيذ هجمات جديدة ضد المصالح الأميركية أو داخل الولاياتالمتحدة نفسها. ولفتوا الى ان الأميركيين وزّعوا في أيار مايو الماضي اسمه وطلبوا المساعدة في القبض عليه للإشتباه في تورطه في التخطيط لهجمات داخل أميركا هذا الصيف، ما يعني انهم كانوا يرصدون تحركاته. ولعل ما يؤكد ذلك ان غيلاني كان انتقل أخيراً الى مدينة غوجارات الشرقية، ما يرجّح انه فر من مكان اختبائه الأول بعد معرفته بانكشاف أمره. واعتُقل غيلاني المتهم بالتورط في تفجير سفارة أميركا في تنزانيا والموضوع على قائمة أبرز 22 مطلوباً لمكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي، الأحد في مدينة غوجارات، مع 15 شخصاً آخرين. ولم تحسم هوية التنزاني الذي خصصت خمسة ملايين دولار لمن يساعد في القبض عليه الا الخميس. ورجح الوزير حياة مكوث غيلاني فترة طويلة في باكستان من دون ان يحدد كيف دخلها. "وهو استأجر منزلاً في غوجارات بمساعدة عضوين في جماعة باكستانية محظورة وكان يخطط للفرار مستخدماً أوراق سفر مزورة". ولم يحدد المكان الذي كان غيلاني سيسافر اليه. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول أميركي ان غيلاني ربما لديه معلومات مفيدة عن خلايا ارهابية او ناشطين في تنظيم "القاعدة"، خصوصاً في شرق افريقيا. وكان الفلسطيني محمد الصالح عودة الذين دين في تفجير السفارتين، أبلغ محققي ال"أف بي آي" ان غيلاني التحق ببقية افراد خلية "القاعدة" في نيروبي قبل يوم على تفجير السفارة، لكنه طار قبل وقوع التفجير الى باكستان. واحتجز الغيلاني في مكان غير محدد في باكستان، واعلن الوزير حياة انه لن يُسلّم الى الأميركيين الا بعد انتهاء التحقيق معه. وقال مسؤول في الاستخبارات انه محتجز في مدينة لاهور الشرقية. وكان غيلاني وبقية المعتقلين أوقفوا بعد معركة دامت 12 ساعة في منزل في غوجارات. وصادرت السلطات رشاشي كلاشنيكوف، ومتفجرات بلاستيكية، وجهازي كومبيوتر، وأقراص كومبيوتر، و"كمية كبيرة" من العملات الأجنبية. وقال البريغادير جاويد إقبال تشيما المسؤول عن تنسيق عمليات مكافحة الارهاب في باكستان، ان الدهم نُفّذ بناء على معلومات قدّمها متشدد اعتقل في اقليم البنجاب. وقال البريغادير تشيما ان زوجة غيلاني الأوزبكية وعدداً من أطفاله اعتُقلوا أيضاً. وأضاف انهم وصلوا اخيراً الى غوجارات.