كشفت مصادر مطلعة في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس ل "الحياة" ان الحركة "لن تكون عقبة" أمام أي انسحاب إسرائيلي مزمع من قطاع غزة، وذلك في اطار "تفاهم" تم التوصل اليه مع مصر خلال زيارة رئيس المكتب السياسي ل"حماس" خالد مشعل للقاهرة اخيرا. يأتي ذلك في وقت يستعد وفد من حركة "فتح" للتوجه الى القاهرة للبحث في مرحلة ما بعد الانسحاب الاسرائيلي في القطاع و"الحوار الفلسطيني - الفلسطيني". كما يتزامن مع اعلان القيادي في "حماس" الدكتور محمود الزهار نية الحركة المشاركة في الانتخابات الفلسطينية المقبلة، التشريعية منها والمحلية. وقالت المصادر في "حماس" ان لقاء مشعل مع المسؤولين المصريين تمخض عن "تفاهم شفوي" تضمن استعداد "حماس" ل"المشاركة السياسية"، لكن الحركة "لم تتخذ قراراً رسمياً" في ما اذا كان شكل هذه المشاركة سيشمل خوضها انتخابات تشريعية، خصوصا ان الحركة ترفض الاسس التي قامت عليها السلطة الفلسطينية وهي اتفاقات "اوسلو"، اضافة الى استعدادها وقف اطلاق صواريخ "القسام" محلية الصنع باتجاه اهداف اسرائيلية "اذا ما اوقفت اسرائيل عملياتها العسكرية بشكل كامل ضد قطاع غزة". واوضحت المصادر ان القاهرة لا تستطيع الضغط على "حماس" لوقف اطلاق صواريخ "القسام" طالما لم تحصل على ضمانات من اسرائيل بوقف عملياتها العسكرية بما في ذلك الاقتحام والاغتيالات وهدم المنازل وتدمير الاراضي. واكدت ان لقاء القاهرة مكن الطرفين من "شرح مواقفهما" بصورة واضحة، ما ادى الى التوصل الى هذا التفاهم. ونسبت صحيفة "القدس" الفلسطينية الى عضو القيادة السياسية لحركة "حماس" في القطاع محمود الزهار قوله ان "الحركة ستشارك في الانتخابات الفلسطينية المقبلة، التشريعية او المحلية، بشرط ان تكون نزيهة". وكشف الزهار "وثيقتين" منفصلتين اعدتهما الحركة، الاولى "ميثاق شرف" يشمل مبادئ تضمن الاصلاح الفعلي، والثانية تتحدث عن "كيفية ادارة قطاع غزة" في الفترة الزمنية من لحظة توقيعها وحتى ظهور نتائج الانتخابات التمثيلية. وعن مشاركة "حماس" في الانتخابات قال: "لا نقول ذلك وننتظر، لكن سنسهم في اتخاذ الخطوات الاولى لتحقيق ذلك". وقالت مصادر في الحركة ل"الحياة" ان "حماس" شاركت في الفترة الاخيرة في جلسات ونقاشات عن الانتخابات وشكلها، بما في ذلك ان كانت ستستند الى التمثيل النسبي، كذلك مسألة تحديد "الكوتا النسائية" وغيرها من المواضيع التي تخص الانتخابات، وابدت رأيها وموقفها في هذه المواضيع "لكن لم يتخذ قرار رسمي بالمشاركة في الانتخابات". وقال عضو اللجنة الحركية لحركة "فتح" احمد غنيم ل"الحياة" ان مشعل اطلق قبل فترة تصريحا اعلن فيه استعداد الحركة ل"المشاركة السياسية" وان "فتح" في حينه رحبت ترحيباً حاراً بذلك وقدمت بعض الاسئلة للاخوة في "حماس" عن "طبيعة هذه المشاركة وان كانت في السلطة او منظمة التحرير الفلسطينية، ولم تكن اجوبتهم مكتملة العناصر". "فتح" تنفي توجه وفد الى القاهرة ونفت مصادر في حركة "فتح" ل"الحياة" ما تناقلته وسائل الاعلام الاسرائيلية في شأن توجه وفد من الحركة الى القاهرة الاسبوع المقبل. وقال غنيم ل"الحياة" انه لم يتم تحديد موعد حتى الان للتوجه الى مصر، مضيفاً ان اللجنة المركزية للحركة لم تفرز بعد اعضاء الوفد. وبدأت القاهرة منذ اسبوعين محادثات وحوارات مع الفصائل الفلسطينية بشكل منفرد على طريق انجاح الحوار الفلسطيني الداخلي الذي لم يكتب له النجاح الكلي في اجتماعين سابقين عقدا في القاهرة. وفي شأن مطلب "حماس" تشكيل "قيادة موحدة موقتة لادارة قطاع غزة"، قال غنيم ان موقف فتح والسلطة واضح في هذا الشأن، اذ هناك سلطة فلسطينية اسست في اطار اتفاق مرحلي على طريق اقامة الدولة الفلسطينية لها الولاية على الضفة والقطاع حتى تحقيق السيادة الكاملة، ولا يعقل ان نعود خطوتين الى الوراء ونتحدث عن "ادارة" بينما هناك سلطة قائمة.