حشد الجيش الأميركي قواته حول النجف، داعياً المدنيين الى مغادرة المناطق القريبة من مواقع القتال التي قصفها من البر والجو، فيما أعلنت القوات البريطانية في البصرة حال التأهب القصوى. في غضون ذلك، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول في حزب المؤتمر الوطني الذي يرأسه احمد الجلبي ان الحزب اوامر باخلاء مكاتبه في بغداد خلال 24 ساعة. وتجددت الاشتباكات بين الأميركيين و"جيش المهدي" التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في بغداد. وأعلن الناطق باسم الصدر ان "الجيش" والمقاومة الاسلامية يسيطران على معظم المحافظات. وفي مؤشر الى فشل الوساطة لوقف القتال وصف أحد أعضاء الوفد المضطلع بها الحكومة العراقية بأنها "حكومة حرب ترفض المفاوضات". وفيما شن زعيم حزب "المؤتمر الوطني"، المتهم بالاختلاس والتزوير، هجوماً من طهران على القاضي الذي أصدر مذكرة توقيف بحقه، معتبراً أن "المسألة سياسية تحركها الاستخبارات المركزية الأميركية" دعت طهران رئيس الوزراء اياد علاوي رسمياً لزيارتها. على صعيد آخر، قال رئيس الوفد العراقي الى دورة أثينا الأولمبية أحمد السامرائي في تصريح الى صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية، ان الرياضيين العراقيين "نحّوا السياسة جانباً ولا مانع لديهم من منافسة". وهاجمت طائرات هليكوبتر أميركية مواقع قرب المقابر القديمة في النجف، حيث يتحصن عناصر "جيش المهدي". وأدى تجدد الاشتباكات في وسط وجنوب العراق الى اغلاق مدن عدة، وهو يمثل أشد اختبار يتعرض له علاوي منذ توليه السلطة من قوات الاحتلال في 28 حزيران. وقال ناطق باسم الصدر ان "تصوير الوضع على أن العراقيين سيقابلون القوات الأميركية بكل ترحاب كان مضللاً". وأضاف الشيخ أحمد الشيباني ان "جيش المهدي" ومقاتلي المقاومة الاسلامية "بصفة عامة يسيطرون بالكامل على معظم المحافظات وسط العراق وجنوبه وهذا الوضع يربك الحكومة وقوات الاحتلال لأنه يعكس اخفاقهما في السيطرة على العراق". وزاد ان حسابات القوات الأميركية كانت خاطئة لأنها استندت الى تقارير مشوشة. ووضعت القوات البريطانية في البصرة في حال تأهب قصوى بعد الاشتباكات التي شهدتها المدينة مع "جيش المهدي" ومقتل جندي بريطاني وإصابة عدد آخر. وبعدما احتل المسلحون شوارعها. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية، الميجور أيان كلوني، إن "الوضع متوتر إلا أنه هادئ عموماً". وأكد ان قواته ستظل مرابطة في قواعدها لدعم قوات الأمن العراقية "في البصرة وحولها". في بغداد، وصف عضو وفد المفاوضات، بين تيار الصدر من جهة والحكومة العراقية والقوات الأميركية من جهة أخرى، الحكومة بأنها "حكومة حرب" لا تعرف سبيلاً لفض نزاعاتها وحل مشاكلها بغير استخدام القوة والعمل على انحسار الحوار واستبعاده، وقال الشيخ فاتح آل كاشف الغطاء، ل"الحياة" ان "مهمة حكومة علاوي يجب أن تمهد الجو لاجراء الانتخابات وإدارة الملفين الأمني والاقتصادي، لا إشعال الحرب على هذا التيار أو ذاك ممن يعارضها". وقال السامرائي أمس ان الرياضيين العراقيين على استعداد لتنحية السياسة جانباً واللعب أمام منافسين اسرائيليين "إذا استلزم الأمر خلال الدورة". وأضاف في تصريح الى صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية "أود أن أبعث برسالة واضحة الى الشعب الاسرائيلي وهي انه لا يهم ان يكون المرء اسرائيلياً أو فلسطينياً أو عراقياً فكل واحد منا لديه الحق الأساسي في الحياة". وزاد: "ليست لدينا مشكلة في مواجهة الاسرائيليين. انها رياضة وليست سياسة". في طهران، نقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية عن وزير الخارجية الايراني كمال خرازي قوله ان طهران وجهت دعوة رسمية الى علاوي لزيارتها. لكنه لم يوضح موعد الزيارة. الى ذلك، أفاد مصدر في حلف شمال الأطلسي أمس ان طليعة الضباط العاملين في الحلف في اطار مهمة تدريب قوات الأمن العراقية وصلوا الى بغداد الاثنين. وأوضح المصدر أن آخرين من فريق يضم 45 ضابطاً بقيادة الجنرال الهولندي كارل هيلدرنيك، ومن بلدان عدة، سيصلون نهاية الاسبوع الجاري.