سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استمرار المواجهات في جنوب العراق وحظر تجول في مدينة الصدر وتفجيرات في بعقوبة والفلوجة . الجيش الاميركي يعلن مقتل 360 مسلحاً وأربعة من جنوده في خمسة ايام
تواصلت أمس المواجهات العنيفة في النجف بين القوات الاميركية والعراقية وبين ميليشيا "جيش المهدي" التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، وافادت حصيلة اميركية عن سقوط 360 قتيلا من عناصر الصدر واربعة جنود اميركيين حتى يوم الاحد. وامتدت المواجهات امس الى مدينة البصرة حيث خاضت القوات البريطانية قتالا عنيفا مع رجال الصدر. في هذا الوقت فرضت وزارة الداخلية العراقية حظر التجول في مدينة الصدر بضاحية بغداد، وسقط عشرة عراقيين على الاقل وجرح عشرات آخرون في هجومين احدهما انتحاري بالسيارة الملغومة في بعقوبة والفلوجة. دكت مدفعية القوات الاميركية في النجف امس، وبشكل مكثف، منطقة المقابر في وادي السلام حيث يتحصن عناصر ميلشيا "جيش المهدي"، وغطت سحب الدخان سماء المنطقة وسط تحليق متواصل للمروحيات الاميركية التي تشارك في القتال. وقال مصدر في الشرطة العراقية ان القوات الاميركية استخدمت المدفعية لدك معاقل اتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في منطقة المقابر، وان القصف استمر نحو ساعتين رد خلالهما المقاتلون على القوات الاميركية بشكل متقطع. وقال شهود عيان ان "جيش المهدي" استقدم العشرات من انصاره من مناطق اخرى بواسطة حافلات دخلت المدينة من اماكن متفرقة، في حين طلبت سلطات المدينة العون من المحافظات المجاورة لتعزيز قدرات الشرطة. وانتشرت اعداد كبيرة من المسلحين في شوارع المدينة فيما واصلت قوات الشرطة والحرس الوطني توسيع انتشارها عند المداخل الرئيسية للمدينة واقامة حواجز اسمنتية واسلاك شائكة. وشوهدت في شوارع المدينة عشرات السيارات المحترقة وآثار الدمار على الابنية والمحال التجارية والمساجد. وقالت مصادر طبية محلية ان حصيلة معارك الامس بلغت ثمانية قتلى واحد عشر جريحا معظمهم من المدنيين. ونقل الجرحى الى المستشفيات على عربات خشبية تستخدم عادة لنقل الخضار. واعلن ناطق باسم الجيش الاميركي امس ان ما لا يقل عن 360 مسلحا قتلوا خلال اربعة ايام منذ بداية المعارك وحتى يوم الاحد، في حين قتل اربعة جنود اميركيين وجرح 19 آخرون. ولم يشر الناطق الى الخسائر في صفوف الشرطة والحرس الوطني العراقيين. وكان "جيش المهدي" اعلن الاحد مقتل 15 من عناصره وجرح 35 آخرين في القتال الذي اندلع مع الاميركيين الخميس الماضي. وخلال الساعات الثمانية والاربعين الماضية حاول أفراد مشاة البحرية الاميركية تضييق الخناق على مسلحي الصدر وطوقوا المنطقة المحيطة بمرقد الامام علي. وكان الجيش الاميركي لا يدخل المنطقة المحيطة بالمرقد خشية حصول رد فعل شعبي غاضب، لكن الناطق قال ان محافظ النجف سمح له بالقيام بعملياته داخل المنطقة المحيطة بالمرقد اذا لزم الامر. وخاضت القوات البريطانية اشتباكات عنيفة مع رجال الصدر في شوارع البصرة امس، وقالت ناطقة عسكرية ان الوضع في المدينة "بالغ التوتر". وأضرم مسلحون النار في سيارتين عسكريتين بريطانيتين من طراز "لاندروفر" وجابوا الشوارع مسلحين بالبنادق الالية والقذائف الصاروخية. وقالت الناطقة باسم القوات البريطانية في البصرة "الاشتباكات مستمرة. يمكنني تأكيد ان مركبتين دمرتا، أما سوى ذلك فالموقف مشوش في هذه المرحلة"، مؤكدة انه ليست لديها اي معلومات عن الخسائر من الجانبين. وقال احد سكان البصرة ان عناصر الميليشيا يتحصنون قرب مقرهم في المبنى الاولمبي السابق ويستخدمون القذائف الصاروخية في تصديهم للقوات البريطانية، مشيرا الى ان المسلحين يسيطرون على تقاطعات رئيسية عدة في المدينة. وفي كربلاء، قتل ضابط في الشرطة وجرح ثلاثة عناصر في هجوم شنه مسلحون مجهولون على دورية في قضاء المسيب. وقال رحمن مشاوي الناطق الاعلامي لمديرية شرطة محافظة كربلاء ان "تسعة مسلحين فتحوا النار صباح اليوم على دورية للشرطة العراقية في منطقة المسيب مما ادى الى مقتل شرطي برتبة ملازم اول واصابة ثلاثة آخرين بجروح". وفي مدينة الصدر بضاحية بغدادالشرقية التي شهدت مواجهات مماثلة، قررت وزارة الداخلية فرض حظر التجول من الرابعة بعد الظهر وحتى الثامنة صباحا، لفترة غير محددة. وقال الناطق باسم الوزارة صباح كاظم ان "القرار اتخذ بعد الاخذ في الاعتبار الوضع الامني في مدينة الصدر التي شهدت اعمال عنف خلال الايام القليلة الماضية". وكانت وزارتا النفط والموارد المائية الواقعتان قبالة مدينة الصدر تعرضتا الى قصف متقطع بقذائف الهاون الليلة قبل الماضية. ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية. وكانت سبع قذائف مورتر سقطت على وزارة النفط السبت مما أسفر عن اصابة حارس. بعقوبة والفلوجة وفي بعقوبة، قالت مصادر في الشرطة العراقية ان هجوما انتحاريا بسيارة ملغومة امام نائب محافظ ديالى عقيل حامد قرب قرية بلد روز أدى الى مقتل ستة اشخاص واصابة 17 بجروح بينهم المسؤول المستهدف. وكان حامد وحراسه يغادرون المنزل عند حصول الهجوم. ونقل الى مستشفى عسكري اميركي بعد الهجوم ولم تعرف خطورة اصابته على الفور. اما باقي المصابين ومن بينهم حراس شخصيون ورجال شرطة وأفراد من أسرة حامد فقد نقلوا الى مستشفى محلي. وقتل اربعة عراقيين على الاقل عندما انفجرت عبوة ناسفة قرب حافلة مدنية على طريق رئيسي في قرية الخالدية القريبة من الفلوجة تستخدمه القوات الاميركية بانتظام. واعلنت القوات الاميركية ان جنديا من مشاة البحرية مارينز قتل في عمليات امنية في غرب العراق. وقال بيان ان الجندي قتل الاحد في محافظة الانبار التي تضم مدينتي الفلوجة والرمادي. ولم يذكر تفصيلات اخرى. وبذلك يرتفع الى 687 على الاقل عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ بداية الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في العام الماضي. واكد مصدر طبي في مستشفى الرمادي العام ان سائقي شاحنتين سوريين اصيبا بجروح بالغة خلال هجوم تعرضا له ليل الاحد الاثنين من مسلحين مجهولين على الطريق السريع غرب بغداد. وكانت الشاحنتان تنقلان مواد زراعية من سورية. واوضح المصدر ان "الهجوم وقع على الطريق السريع في منطقة الكيلو 160 حيث كان السائقان في طريقهما الى بغداد، وقام السكان بنقلهما الى مستشفى الرمادي العام". واضاف ان "السائقين يدعيان ابراهيم احمد بحبوح 35 عاما وحسن عباس خضير 45 عاما وأكدا انهما ينقلان عادة بضائع الى التجار العراقيين في بغداد ولا ينقلان بضائع الى القوات الاميركية". وفي اربيل، اكد مصدر مسؤول في الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني امس، ان قوات الامن الكردية اعتقلت انتحاريا حاول الاحد تفجير سيارة امام مقر للحزب في الموصل. وقال المصدر طالباً عدم ذكر اسمه ان "انتحاريا حاول الاحد تفجير الفرع الرابع عشر للحزب الديموقراطي الكردستاني في مدينة الموصل لكن خللا حدث على ما يبدو ولم يتمكن من تفجير السيارة مما سمح لحراس المقر باعتقاله". واضاف انه "بعد التحقيقات الاولية مع هذا الارهابي اعترف بانه حاول تفجير المقر وانه عربي الجنسية من احدى دول الجوار".