اعتبر وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان دعوة السعودية الى ارسال قوات حفظ سلام عربية اسلامية الى العراق "موضوع بحاجة الى مزيد من الدرس"، مؤكداً ان الفكرة السعودية "تلقى تقديراً وناقشناها مع رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي" الذي بدأ امس زيارة للكويت وصفها بأنها "تاريخية". وللمرة الاولى منذ 14 سنة رُفعت في شوارع الكويت الأعلام العراقية، في اطار مظاهر احتفاء بالضيف العراقي والوفد الكبير الذي يرافقه. وقال باول خلال حديث الى صحافيين، في نهاية زيارته الرسمية الكويت قبل انتقاله الى البوسنة امس، انه اجرى مع نظيره الكويتي الشيخ محمد الصباح محادثات "صريحة تعكس عمق الصداقة" بين بلديهما مؤكداً انها تناولت مواضيع اعمار العراق والحرب على الارهاب وقضية الشرق الاوسط وكذلك العلاقات الاقتصادية الثنائية. وامتنع الشيخ محمد الصباح عن التعليق على الاقتراح السعودي ارسال قوات الى العراق، وقال: "ننتظر سماع رأي رئيس الوزراء علاوي". واشار الى انه بحث مع باول في الملف العراقي و"المطلوب لتعزيز قدرات الحكومة الحالية من خلال تعزيز الامن وتهيئة الظروف لاعادة اعمار العراق". وقال ان محادثاته مع ضيفه الاميركي "كانت بناءة وصريحة، في جو حميم من الصداقة الكويتية الاميركية لا سيما في ظل الجهود التي نبذلها لاقامة شراكة اقتصادية وفي مجالات اخرى". والتقى باول خلال زيارته القصيرة للكويت امس، 21 طالباً كويتياً يشاركون في برامج التبادل الثقافي مع مؤسسات ترعاها الخارجية الاميركية. وقال للطلاب ان من المهم ان يكونوا سفراء ثقافيين لبلدهم في الولاياتالمتحدة وتعريف الشعب الاميركي بقضايا بلدهم. وزاد ان عليهم "عدم الشعور بالخوف" عند زيارتهم الولاياتالمتحدة، في اشارة الى المخاوف الشائعة في العالم العربي من تعرض العرب والمسلمين في اميركا الى مضايقات هناك من السلطات. الى ذلك، يرافق علاوي في زيارته الكويت وفد يضم وزراء الدفاع والتخطيط والاتصالات والنقل، وحاكم المصرف المركزي العراقي ووكيلي الخارجية والمال. وقال علاوي للصحافيين ان زيارته "تدحض اي مزاعم بأن العراق لا تزال لديه اطماع في الكويت، ونحن حريصون على استقلالها والتعاون معها وسنعمل لتجاوز الماضي وتنقية العلاقات". وستعقد المحادثات الرسمية اليوم بين علاوي ونظيره الكويتي الشيخ صباح الاحمد، وينتظر ان يكون الملف الامني والتعاون الاقتصادي اهم بنودها بالاضافة الى موضوع اعادة العلاقات الديبلوماسية. اذ يعتقد بأن السفارة العراقية ستفتتح ابوابها في الكويت قريباً، في حين ان اعادة فتح السفارة الكويتية في بغداد مؤجلة بانتظار الاستقرار الأمني. ويتوقع ان يطلب الكويتيون من علاوي مزيداً من الضمانات بأن ما أُنجز من اتفاقات حول مسائل مثل الحدود وغيرها، سيحترمه العراق الجديد، اما العراقيون فسيكونون حريصين على كسب تساهل كويتي في ملفي الديون والتعويضات. وقال وزير التخطيط العراقي مهدي الحافظ: "اننا حريصون على علاقات اخوية، سياسية وديبلوماسية واقتصادية متميزة مع الكويت التي هي احدى الدول المجاورة ذات الايدي البيضاء في مساعدة العراق وشعبه". واضاف ان الجانب العراقي سيطرح موضوع الاستثمارات التي يؤمل بأن تبادر اليها الكويت في العراق.