وصل رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي أمس الى جدة آتياً من بيروت، في اطار جولته العربية، واستقبلته المملكة العربية السعودية بحفاوة. وهو قابل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في جدة، وركزت المحادثات على العلاقات بين بغدادوالرياض. وعرض علاوي مع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز قضايا اقليمية ودولية، بالاضافة الى اعادة العلاقات الديبلوماسية بين بغدادوالرياض، وهي خطوة متوقعة قريباً. ويتزامن وجود علاوي في جدة مع زيارة وزير الخارجية الأميركي كولن باول جدة اليوم، ولم تستبعد مصادر ديبلوماسية عقد قمة سعودية عراقية أميركية. وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل استقبل رئيس الوزراء العراقي في الصالة الملكية في مطار الملك عبدالعزيز في جدة، وعزف النشيد الوطني العراقي والسلام الملكي السعودي. وفي وقت لاحق استقبل ولي العهد السعودي في قصره في جدة، رئيس الوزراء العراقي والوفد المرافق، وأقام مأدبة غداء لمناسبة الزيارة التي تعد الأولى لمسؤول عراقي بعد سقوط نظام صدام حسين. وركزت المحادثات على قضايا اقليمية ودولية تهم البلدين وتؤثر في المصالح المشتركة، وتطرقت إلى إعادة العلاقات الديبلوماسية بينهما التي قطعها نظام صدام بعد غزوه الكويت عام 1991. وعرض علاوي للقيادة السعودية الوضع الأمني في بلاده وحاجة الشعب العراقي لمساعدة لوقف العنف في بعض المدن، نتيجة العمليات الانتحارية التي تنفذها جماعات دخلت إلى العراق عبر دول مجاورة. وجاءت زيارة علاوي عشية وصول وزير الخارجية الأميركي الى جدة، في زيارة "خاطفة" ليناقش مع قيادة المملكة ملفات سياسية واقتصادية وأمنية، في مقدمها الوضع في العراق والقضية الفلسطينية والجهود الدولية لمكافحة الارهاب. ولم تستبعد مصادر ديبلوماسية تحدثت إلى "الحياة" عقد قمة سعودية - عراقية - أميركية، بهدف التنسيق والتشاور وتبادل وجهات النظر حول الوضع العراقي، وكيفية "تفكيك الجماعات المتطرفة التي اتخذت من الأراضي العراقية هدفاً لزعزعة الأمن والاستقرار باسم الجهاد الإسلامي، وضرورة منعها من الوصول إلى العراق بإحكام السيطرة على المنافذ الحدودية لدول الجوار". ويتوقع ان يطلب باول من الرياض مساعدة الحكومة الانتقالية العراقية للنهوض بدورها الاقليمي والدولي، وان يبحث في موضوع الديون السعودية المستحقة على بغداد، لالغائها أو تخفيفها. وستطالب المملكة واشنطن بتحذير اسرائيل من أي اعتداء على المسجد الأقصى. ويتوقع ان تعلن الرياض إعادة فتح سفارتها في بغداد قريباً، بعد ارسال بعثة لاستطلاع الوضع الأمني، علماً ان المملكة ترحب بفتح مكاتب وممثليات عراقية. وقال مصدر سعودي مطلع ل"الحياة" ان "المملكة لم تقطع علاقاتها مع العراق، بل تريد ان تكون لها علاقات واسعة ونموذجية معه، لأن هناك مصالح مشتركة". وزاد: "في حال استقرار العراق ووجود ضمانات أمنية، ليس هناك ما يعيق عودة البعثة الديبلوماسية إلى بغداد". وشدد على أن السعودية ليست بصدد ارسال قوات لحفظ السلام في العراق، ولن تتخذ مثل هذه الخطوة الا ضمن "قرار عربي موحد" عبر جامعة الدول العربية. إلى ذلك، قال الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي، محي كاظم الخطيب ل"الحياة" ان ليست لدى حكومة علاوي نية لتطبيع العلاقات مع اسرائيل، مشدداً على ان قراراتها لن تكون بمعزل عن الدول العربية في هذا الشأن. ووصف العلاقات السعودية - العراقية بأنها "أخوية"، مؤكداً ان بغداد تتطلع إلى أن تصبح "نموذجية"، كون "المملكة بلداً شقيقاً وجاراً". وذكر ان هدف زيارة علاوي هو تبادل وجهات النظر بهدف إقامة علاقات "استراتيجية" قوية بين البلدين، تستند الى "مبدأ التشاور وحسن الجوار وتفعيل المصالح المشتركة". إلى ذلك، يتوقع ان يعقد وزيرا الخارجية السعودي والأميركي مؤتمراً صحافياً في جدة مساء اليوم.