وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى محادثاته في الكويت أمس بأنها كانت "ايجابية"، نافياً أن يكون الرئيس العراقي صدام حسين حمّله مبادرة محددة لينقلها إلى الكويتيين. وشدد على أن حل المسائل العالقة بين الكويتوالعراق سيتم "في إطار الشرعية الدولية". وغادر موسى الكويت أمس إلى عمّان لإطلاع الملك عبدالله الثاني على نتائج زيارته للعراق، وينتقل اليوم إلى السعودية للغرض نفسه. في غضون ذلك، وصل نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز إلى موسكو لاجراء محادثات "مهمة" تأمل روسيا أبن تحصل خلالها على موافقة "واضحة" من بغداد على عودة المفتشين الدوليين ليتسنى لها اجراء محادثات مثمرة الشهر المقبل مع الأميركيين. راجع ص2 وامتنع أعضاء الحكومة الكويتية عن التعليق على نتائج زيارة موسى، غير أن مرجعاً سياسياً قلل في تصريح إلى "الحياة" من احتمالات نجاح جهود الجامعة في تطبيع العلاقات مع العراق، وقال: "هذه جولة أخرى من الألاعيب العراقية، وكان على الجامعة أن تطالب بغداد بدرجة أعلى من الوضوح قبل أن تحمل أفكاراً من ذلك النظام"، في حين اعتبر رئيس مجلس الأمة البرلمان الكويتي أن تحقيق انفراج في ملف الأسرى الكويتيين يجب أن يسبق أي وساطة. وأوضح موسى، الذي توقف في الكويت أمس ثلاث ساعات، أنه أجرى محادثات مع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد و"ناقشنا النقاط المتعلقة بزيارتي الأخيرة للعراق وبالقمة العربية المقبلة والإعداد لها"، ونفى ما نسب إليه أنه يحمل مبادرة عراقية إلى الكويت، "بل انني بحثت في العراق في مختلف المسائل المطروحة ولديّ أفكار معينة وانطباعات معينة، وأحياناً اقتراحات محددة"، لكنه لم يفصح عنها. ورداً على سؤال عن مدى قرب التوصل إلى مخرج "للحالة بين الكويتوالعراق"، قال: "لا نقول اننا وصلنا إلى مخرج، ولكننا نعمل لمعالجة هذا الموضوع بجوانبه المتعددة". وأشار إلى أن الجانب الكويتي "استمع باهتمام" إلى ما حمله من أفكار، وقال: "رد الفعل ايجابي والجهود تم الترحيب بها كويتياً وموقف الكويت هو مع الشرعية الدولية ومع تطبيق القرارات الدولية، ولا أرى أي معارضة لذلك، وتطبيق القرارات يحتاج إلى حوار وإلى تحرك من الأمين العام للأمم المتحدة وهذا ما نعمل له". وأشار موسى إلى وجود "أفكار واتصالات كثيرة هذه الأيام، لكنني لا استطيع أن اقول إن هناك مبادرة حقيقية أو اننا نتحرك إلى محطة معينة في هذا الوضع، لكن هناك دينامية للتعامل مع المشكلة، ونريد أن نحمي العالم العربي من الأضرار الناجمة عن استمرار هذا التوتر في المنطقة". وقال رئيس مجلس الأمة البرلمان الكويتي جاسم الخرافي إنه لا يرى أي جديد في موضوع "الحالة بين الكويتوالعراق"، ما لم يحدث تحريك حقيقي لملف الأسرى والمرتهنين الكويتيين. وشدد على أنه "إذا كان العراق حريصاً على توحيد الصفوف ولم الشمل العربي في هذه المرحلة، فإن عليه أن يعترف بوجود الأسرى ويباشر إعادتهم إلى وطنهم، ومن غير ذلك، فإنه لن تنجح أي وساطة".