سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الوزير البريطاني يلمح الى قلق بلاده من تداعيات قضية "يوكوس". سترو يدافع في موسكو عن التعاون الروسي - الايراني ويدعو ولافروف الى شرق أوسط خالٍ من اسلحة الدمار
دعت موسكوولندن الى اخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل. وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان التعاون النووي بين روسيا وايران لا يثير قلقاً لدى المجموعة الدولية، معتبراً انه "يقوم على مبادئ عدم الانتشار". وأجرى سترو محادثات في موسكو امس، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف تناولت عدداً من الملفات الثنائية والاقليمية والدولية. واثرت تداعيات الموقف من مجموعة "يوكوس" النفطية العملاقة التي باتت مهددة باعلان افلاسها، على مناقشات الطرفين،اذ شدد سترو في حديث صحافي سبق لقائه الوزير الروسي على ان بلاده "ترغب في رؤية روسيا شريكاً مستقراً" في مجالات المال والاعمال. ولفت الى اهتمام بريطانيا بتطورات الموقف في شأن "يوكوس"، معتبراً انه يؤثر مباشرة على الاستثمارات البريطانية التي تعد اضخم استثمارات غربية في السوق الروسي. وكان عجز الشركة النفطية الكبرى عن سداد ديون ضريبية للخزينة الروسية بلغت نحو سبعة بلايين دولار، وضعها على حافة الافلاس. وترددت معلومات امس عن قيام اكبر مساهميها ميخائيل خودوركوفسكي الذي يحاكم حالياً بتهم الفساد والتهرب من الضرائب، بمحاولة جديدة لانقاذ الشركة بعدما فقدت خلال الشهرين الاخيرين نحو نصف قيمة اسهمها ،اذ عرض في رسالة وجهها من سجنه الى رئيس الوزراء الروسي ميخائيل فرادكوف ووزير المال اليكسي كودرين، تسوية تقضي بسيطرة الحكومة الروسية على النصف زائد واحد من اسهم الشركة في مقابل اسقاط الديون المتراكمة عليها. لكن ناطقاً باسم الشركة نفى علمه بالعرض المقدم. ولم يكن ملف "يوكوس" الموضوع الداخلي الوحيد الذي تطرقت اليه محادثات سترو في موسكو، اذ تناول البحث ايضاً الملف الشيشاني الذي كانت مناقشته تثير حساسية لدى موسكو في السابق. وكرر سترو موقف بلاده من ضرورة التوصل الى تسوية سياسية في الشيشان. وجدد رفض لندن تسليم موسكو ناشطين شيشان لجأوا الى بريطانيا. وشدد على احترام قرار القضاء البريطاني في هذا الشأن. وكانت محكمة بريطانية منحت الزعيم الشيشاني احمد زاكايف لجوءاً سياسياً ورفضت طلباً روسياً بتسليمه. وفي الوقت نفسه قال سترو ان بلاده تفكر في ادراج عدد من المنظمات الشيشانية على لائحة الارهاب في حال قدمت موسكو ما يثبت تورطها باعمال ارهابية. التعاون الروسي - الايراني الى ذلك، شهد موقفا البلدين تقارباً في شأن الملف الايراني، اذ اكد سترو ان التعاون بين موسكو وطهران في مجال بناء محطة "بوشهر" النووية لم يعد يثير قلق المجتمع الدولي خصوصاً بعد ان اظهرت المناقشات حول هذه المسألة انها لا تشكل خرقاً لمبادئ عدم انتشار اسلحة الدمار. وفي الاطار نفسه، تطرق الوزيران في مؤتمر صحافي مشترك عقداه في ختام المحادثات الى الزيارة التي يقوم بها محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الى اسرائيل. وقال لافروف ان موسكوولندن تدعوان الى اخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار. واعتبر ان هذا ينسجم مع موقف موسكو المبدأي في شأن انشاء مناطق خالية من السلاح النووي في كل العالم. وشدد سترو من جانبه على ان الهدف الاساسي لزيارة البرادعي يتركز على مناقشة هذا الملف مع الجانب الاسرائيلي. وقال ان بريطانيا والولايات المتحدة اعتمدتا المبدأ نفسه خلال سعيهما الى التأثير في القيادة الليبية للتراجع عن برامج طرابلس النووية. وكشف سترو عن جهود تقوم بها بريطانيا والمانيا وفرنسا حالياً من اجل اطلاق حوار يهدف الى اقناع اسرائيل بالانضمام الى اتفاقية منع الانتشار الدولية.