طلبت روسيا من البولنديين تسليمها أحد أبرز زعماء الانفصاليين في الشيشان أحمد زاكايف الذي اعتقلته وارسو ليل الخميس. وقالت مصادر النيابة العامة الروسية انها تعد طلباً رسمياً لتسليمه الى البولنديين. في المقابل، اعلنت وارسو انها لن تسلم الزعيم الشيشاني الى موسكو وستنطلق «من مصالحها ورؤيتها الخاصة لهذا الملف». وكانت وارسو اعتقلت زاكايف فور وصوله لحضور مؤتمر موسع حول القضية الشيشانية. ورجح البعض في البداية ان يكون الاعتقال تم استجابة لطلب موسكو، خصوصا ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعلن قبل يومين ان المؤتمر المزمع تنظيمه في وارسو «يسعى الى زعزعة الوضع في القوقاز ونأمل في ان يتعامل شركاؤنا البولنديون مع هذا الملف بمسؤولية». ومعلوم ان موسكو تلاحق زاكايف منذ سنوات، وتمكنت من ادراج اسمه على لائحة المطلوبين الدوليين بتهمة دعم الارهاب. لكن وسائل إعلام بولندية، نقلت عن مصدر حكومي، أن الهيئات الأمنية البولندية ستلقي القبض على زاكايف، لكنها لن تسلمه إلى روسيا. وأعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك أن بلاده «تأخذ في الاعتبار مصالحها الخاصة عند اتخاذ قرار في قضية أحمد زاكايف». وأضاف: «في هذه المسألة كما في المسائل الأخرى سنتخذ قراراً لا يتعارض مع مصالحنا وأسس العدالة من دون تحقيق تطلعات طرف معين». وأشار إلى أن بولندا تعتمد سياسة مستقلة في ما يتعلق بالشيشان وزاكايف الذي اصدرت السلطات الروسية أمراً باعتقاله، لذا يتعين على بولندا اتخاذ الإجراءات اللازمة «غير أن ذلك لا يعني خضوعها التام لمتطلبات موسكو».