شهدت الأراضي الفلسطينية امس، توتراً ملحوظاً، إذ استشهد ستة فلسطينيين فيما قتل ضابط اسرائيلي وجرح ثلاثة جنود آخرين في نابلس، كما اعتقلت قوات الاحتلال 11 فلسطينياً. وفيما اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ان مقتل الضابط هو الثمن الذي تدفعه اسرائيل مقابل "الارهاب"، دان وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات "التصعيد الاسرائيلي الخطر" في الاراضي الفلسطينية، معتبراً انه سيؤدي الى "تدمير" كل الجهود المبذولة لتحريك عملية السلام. استشهد ستة فلسطينيين أمس، أربعة منهم في مخيم عين بيت الماء في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، واثنان قرب موقع "كسوفيم" العسكري الاسرائيلي جنوب قطاع غزة. وافادت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال حاصرت منزلاً كان يختبئ فيه القائد المحلي ل"كتائب الشهيد ابو علي مصطفى"، الذراع العسكرية ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" يامن فرج 25 عاماً ونائبه امجد مليطات حنني أمجد عرار. واشتبك فرج وحنني مع الجنود من كوماندوز البحرية وهي وحدة عسكرية خاصة، فقتلا ضابطاً واصابا ثلاثة آخرين بجروح احدهم في حال الخطر، قبل ان يستشهدا. وقصفت قوات الاحتلال منازل فلسطينيين في المنطقة، ما ادى الى استشهاد الاستاذ في جامعة النجاح خالد صالح 52 عاماً وابنه محمد 16 عاماً. ونعت "كتائب ابو علي مصطفى" في بيان حصلت "الحياة" على نسخة منه الشهيدين، وعاهدتهما على الاستمرار "على دربهم في مقاومة ومقارعة الغزاة الصهاينة حتى طردهم وتحرير ارضنا، والتصدي لكل المؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا بتواطؤ دولي وتغطية اقليمية، والتي لن يكون اخرها مؤامرة مجرم الحرب شارون التصفوية بما يسمى بالفصل احادي الجانب، التي لن تكون اكثر من اعادة انتشار لجيشه ومستوطنيه في الاراضي الفلسطينية". وأفاد شاهد ان احد الشهيدين اصيب بجروح، الا ان جنود الاحتلال رفضوا اعتقاله او اسعافه بل اطلقوا النار عليه في جريمة اعدام بدم بارد. وعلى طريق "كسوفيم" الاستيطانية جنوب مدينة دير البلح جنوب القطاع، سقط شهيدان في عملية استشهادية هم عمار الجدبي 21 عاما من "سرايا القدس"، الذراع العسكرية ل"حركة الجهاد الاسلامي" ورفيق عبدالهادي 19 عاما من "كتائب شهداء الأقصى" التابعة لحركة "فتح". وشيّع في وقت لاحق جثامين الشهداء الاربعة في نابلس، وجثمان الشهيد علاء الشاعر 14 عاماً في مدينة خان يونس. وكان الشاعر استشهد برصاص قوات الاحتلال فيما كان امام منزله في مخيم خان يونس مساء اول من امس. كما شيع جثمان الشهيد خالد الحاوي قائد "كتائب الاقصى" في جنين وسط هتافات تطالب بالانتقام وتعهد ناشطين بالثأر لدمائه. في غضون ذلك، أصيب ستة فلسطينيين بجروح هم اثنان في كل من رفح ومدينة الخليل جنوب الضفة وقرب حاجز ابو هولي جنوب القطاع الذي اغلقته قوات الاحتلال امام حركة الفلسطينيين لساعات. وجاء ذلك فيما واصلت قوات الاحتلال امس لليوم الثامن على التوالي اعادة احتلال بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. وافاد شهود ان قوات الاحتلال جرفت خلال الايام الثمانية الماضية آلاف الدونمات، فيما اعتقلت 11 فلسطينياً في انحاء متفرقة من الضفة الغربية. في هذا الاطار، ندد وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني الدكتور صائب عريقات بالتصعيد الاسرائيلي "الخطر" في الاراضي الفلسطينية. وقال عريقات في تصريحات صحافية ان هذا التصعيد الذي جاء قبل اجتماع ممثلي اللجنة الرباعية في مدينة القدسالمحتلة امس: "سيؤدي الى تدمير كل الجهود المبذولة لكسر دائرة الأزمة واعادة عملية السلام الى مسارها الطبيعي". في المقابل، اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ان مقتل الضابط الاسرائىلي "جزء من الثمن الذي ندفعه في محاربة التنظيمات الارهابية". وقال ان "العملية كانت مصيرية من اجل المس بقادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتنظيمات اخرى"، مضيفاً ان "هذه العملية اسوة بغيرها هي التي توفر الشعور بالامن لمواطني اسرائيل". وكانت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس دعت في بيان لها الى تصعيد المقاومة واطلاق صواريخ "قسام" محلية الصنع للرد على الغارات الاسرائيلية التي تستهدف ورش حدادة في قطاع غزة.