استشهد صباح أمس الجمعة مواطن فلسطيني جراء إصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط مستعمرة «كفار داروم» القريبة من بلدة دير البلح وسط قطاع غزة . ورجحت المصادر الفلسطينية ان يكون الشهيد من كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس واستشهد بعد ان خاض اشتباكا مسلحا مع جنود الاحتلال الإسرائيليين بالقرب من المستعمرة المذكورة. من جهتها ذكرت الإذاعة الإسرائيلية نقلا عن مصادر في جيش الاحتلال قوة إسرائيلية أطلقت قذيفة دبابة على ثلاثة مسلحين فلسطينيين بالقرب من المستعمرة بعد ان أطلقوا عدة صواريخ من احد المنازل المهجورة القريبة من المستعمرة ما أدى الى مقتل احد المسلحين وفرار الاثنين الآخرين. وأوضحت المصادر ان القوات الإسرائيلية تقوم بعمليات تفتيش واسعة في المنطقة لبحث عن المسلحين الآخرين الذين تعتقد القوات أنهما فرا الى داخل مدينة دير البلح. الى ذلك واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على المستعمرات الاسرائيلية في القطاع وأطلقت صاروخاً علي بلدة سيديروت جنوب إسرائيل. وكان وزير الحرب الإسرائيلي شاؤول موفاز قد أصدر الخميس الماضي أوامر للجيش الإسرائيلي بتنفيذ عمليات بهدف «قتل كل من يحاول إطلاق النار باتجاه (الكتلة الاستعمارية) غوش قطيف» في قطاع غزة. ونقلت الإذاعة الاسرائيلية العامة عن موفاز قوله خلال اجتماع مع جميع قادة الاجهزة الأمنية الاسرائيلية ان «حركة حماس مسؤولة عن التصعيد في القطاع». وأضاف موفاز ان «حماس تهدف الى المس بالتهدئة على خلفية توتر داخلي في السلطة الفلسطينية». وهاجم موفاز قيادة السلطة الفلسطينية «التي لا تفعل شيئا من اجل إحكام سيطرتها في قطاع غزة»، وأضاف ان «إسرائيل لن توافق على المس بمواطنيها» في المستعمرات. يشار إلى أن أوامر موفاز جاءت في أعقاب سقوط قرابة 60 قذيفة هاون في مستعمرات بقطاع غزة وستة صواريخ قسام في حقول داخل الخط الأخضر في جنوب إسرائيل ردا على مقتل ناشطين فلسطينيين من حركة حماس يوم الأربعاء والخميس الماضي. من جهته عقب سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس على عمليات الرد القسامي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي قائلاً: «إذا كانت هناك أطرافٌ إقليمية أو دولية معنية باستمرار هذه التهدئة عليها أن تمارس ضغطاً على الكيان الصهيونيّ وليس على الشعب الفلسطيني». وأكد أبو زهري على أن حركة المقاومة الإسلامية «حماس» لازالت ملتزمة بشروط التهدئة وفقاً للاتفاق المبرم في قمّة شرم الشيخ، إلا أنه أشار إلى أن المقاومة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني. إلى ذلك أعلنت كتائب شهداء الأقصى عن قنص جندي صهيوني مساء الخميس الماضي، قرب معبر المنطار شرق مدينة غزة وأنها أصابته إصابة بجراح بليغة. وقد قامت وحدة القناصة التابعة لكتائب شهداء الأقصى- مجموعات الشهيد أيمن جودة وحدة الشهيد أشرف بعلوشة - بقنص جندي إسرائيلي على طريق معبر المنطار «كارني» بالقرب من دوار ملكة وأصابته بجراح بالغة، ثم اشتبكت مع وحدة صهيونية هندسية لم تسفر عن وقوع إصابات، وقد انسحبت المجموعة من المنطقة وعادت إلى قواعدها بسلام.وقالت كتائب الأقصى أن العملية جاءت رداً على الجرائم الصهيونية في مدينتي رفح وخانيونس. من ناحية أخرى، فيما التطورات المتلاحقة في قطاع غزة تهدد مستقبل التهدئة المعلنة من قبل الفصائل الفلسطينية، واصلت قوات الاحتلال عدوانها في الضفة الغربية، وشنت خلال الساعات الاخيرة حملات دهم واعتقال طالت ثمانية شبان على الاقل، فيما اصابت عددا اخر بجراح. وكانت اوسع هذه الحملات في مدينة نابلس ومخيماتها التي اجتاحتها بنحو 20 الية فجر أمس وشنت حملات دهم وتفتيش طالت عددا كبيرا من منازل المواطنين، واسفرت عن اصابة ثلاثة واعتقال خمسة من كوادر الانتفاضة. وذكرت مصادر مطلعة في نابلس ان قوات الاحتلال اقتحمت مخيم بلاطة تحت غطاء كثيف من الرصاص الحي والقنابل الصوتية حيث دهمت العديد من المنازل وأجرت فيها أعمال تفتيش وتحطيم لمحتوياتها بذريعة البحث عن مطلوبين، فيما أجبرت الأهالي على الخروج إلى العراء وقامت باستجوابهم ميدانياً. واعتقلت هذه القوات خلال حملتها في مخيم بلاطة الشاب سامر عقل بعد أن فتحت النار واطلقت الكلاب البوليسية عليه والتي نهشت جسده وملابسه واصابته بجروح في مختلف انحاء الجسم. وقد امتدت المداهمات إلى مخيم عسكر المجاور حيث داهمت قوات الاحتلال عددا من المنازل التي عاثت فيها فسادا، وأسفرت المداهمات في المخيمين عن اعتقال خمسة فلسطينيين. كما داهمت قوات الاحتلال عشرات المنازل في مدينة نابلس وأجرت فيها عمليات تفتيش وتخريب. وقد زعمت قوات الاحتلال ان المعتقلين الخمسة هم من كوادر حركة فتح.وفي محافظة طولكرم، دهمت قوات الاحتلال قرية صيدا شمالا وشنت حملة دهم لمنازل المواطنين اعتقلت خلالها ثلاثة شبان. والمعتقلون هم مروان يوسف نمر عجاج وإياد جمال رداد، ونضال كمال عبد الغني. يذكر ان قوات الاحتلال صعدت خلال الاشهر القليلة الماضية حملتها في القرية التي رفضت تسليمها للسلطة الفلسطينية واستهدفتها بسلسلة عمليات دهم عقب عملية ملهى «ستيج بتل ابيب» التي نفذتها الجهاد الاسلامي. وقد اوقعت هذه الحملات في القرية شهيدين الى جانب العديد من المعتقلين فيما قتل واصيب اثنان من جنود الاحتلال على ايدي مقاومين من حركة الجهاد. على صعيد آخر، اقدمت سلطات الاحتلال اليوم على تحويل اسير من حركة حماس الى الاعتقال الاداري لمدة ستة شهور، بعد انتهاء محكوميته البالغة تسع سنوات ونصف السنة. وذكرت مصادر الأسرى في سجن النقب الصحراوي ان الأسير شكري الخواجا «أبوساجدة» من قرية نعلين شمال غربي رام الله، لم يتبق على محكوميته سوى خمسة ايام، ليفاجأ اليوم بقرار من سلطات الاحتلال بتحويله للاعتقال الإداري مدة 6 أشهر. وقد اصاب القرار الاسير الخواجا ورفاقه بالصدمة، خاصة انهم كانون يحضرون له حفل وداع. من جهة اخرى، اعلنت سلطات الاحتلال ان حريقا اضرم أمس الجمعة، بشكل متعمد في احدى الغابات في النقب الشمالي جنوبفلسطين أتى على سبعين دونما. وزعمت سلطات الاحتلال ان فلسطينيين من الضفة الغربية هما من قام باضرام النار بشكل متعمد في غابة «ياتيد»، وقد تمكنت طواقم الاطفاء الاسرائيلية من اخماد الحريق بعدأن أتى على عشرات الدونمات. وقامت قوات شرطة الاحتلال بتعقبهما، لكنهما نجحا في الفرار الى احدى قرى جبل الخليل جنوب الضفة والقريب من النقب. على صعيد اخر، اعلنت مصادر في جيش الاحتلال ان كميات من الذخيرة والاسلحة ووسائل الرؤية الليلية اختفت في عدة مرات من احد مواقع جيش الاحتلال في مستعمرة «يتسهار» المقامة على اراضي جنوب نابلس. وابلغ ضباط من جيش الاحتلال موقع صحيفة هارتس الالكتروني ان الجيش يشك في ان من قام بالسرقة هم مستوطنون متطرفون بهدف استخدامها في تنفيذ اعتداءات بحق المواطنين الفلسطينين. واشارت هذه المصادر الى ان قرارا باخلاء الموقع العسكري اتخذ قبل عدة شهور، وذلك عقب سلسلة من الصدامات بين الجيش والمستوطنين والتي وصلت ذروتها عند قيام الجيش باخلاء الموقع الاستيطاني «شلهيفت» المقام على مقربة من المستعمرة.