استشهد ثلاثة فلسطينيين وجرح 28 آخرون في اشتباك بين عسكريين اسرائيليين وفلسطينيين مسلحين في نابلس شمال الضفة الغربية بعد قيام وحدة اسرائيلية مدعومة من آليات مصفحة بينها دبابات بتطويق مبنى اعتقلت فيه عضو واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مسؤول "الجبهة الديموقراطية" تيسير خالد. وذكرت مصادر طبية ان اثنين من القتلى هما ايمن ابو زنت 20 عاما ومحمد تكرور 25 عاما. وحمل وزير الحكم المحلي الفلسطيني الدكتور صائب عريقات الحكومة الاسرائيلية "المسؤولية عن سلامة" خالد، وهو العضو الثاني في منظمة التحرير الذي تعتقله اسرائيل بعد عبد الرحيم ملوح نائب الامين العام ل"الجبهة الشعبية". واشار الى اتصالات دولية خصوصا مع اعضاء اللجنة الرباعية للشرق الاوسط الولاياتالمتحدة وروسيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي من اجل الافراج الفوري عن خالد. في غضون ذلك، مدد الجيش الاسرائيلي الى اجل غير مسمى الاقفال الشامل للاراضي الفلسطينية، فيما هدمت قوات الاحتلال ثلاثة منازل في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة مساء اول من امس في اعقاب العملية الفدائية التي نفذها مقاتلون فلسطينيون وادت الى تفجير دبابة اسرائيلية من نوع "ميغاخ 7" ومقتل طاقمها المكون من اربعة جنود. وقال مصطفى ابراهيم الباحث الميداني في الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن ان جرافات الاحتلال هدمت المنازل الثلاثة في اطار عمليات الانتقام لمقتل الجنود الاربعة وتفجير الدبابة، معتبرا ذلك عقابا جماعيا لا انسانيا وغير قانوني، وهو جريمة حرب من وجهة نظر اتفاقية جنيف الرابعة. واضاف ابراهيم ل"الحياة" ان قوات الاحتلال هدمت قبل ذلك حظيرة ابقار، مشيرا الى ان المنازل الثلاثة التي تعود للمواطنين سيد واحمد ومحمد الداعور، والمكون كل واحد منها من طبقتين، تبعد نحو 100 متر عن مكان وقوع العملية، وهي الرابعة من نوعها التي تؤدي الى تدمير دبابات اسرائيلية. وكانت كتائب "عز الدين القسام" الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"كتائب شهداء الاقصى"، الذراع العسكرية لحركة "فتح" و"سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الاسلامي" تبنت العملية في بيانين منفصلين اول من امس. لكن قيادة الجيش الاسرائيلي تعتقد بان حركة "حماس" هي التي تقف وراء العملية، اذ توعد وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز الحركة بضربة قاسية. ولان الوضع الدولي عموما لا يتيح الفرصة لاسرائيل لاجتياح قطاع غزة في الوقت الراهن، فان قيادة جيش الاحتلال الاسرائيلي تبحث خيارات أخرى للرد على العملية القاسية التي هزت معنويات الجنود والضباط. وقال قائد ما يسمى بالمنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي التي يقع القطاع في نطاقها الجنرال دورون الموغك "ننوي الاستمرار في اتباع اسلوب عمل مشابه لما نقوم به حتى الان، بما في ذلك العمليات الدفاعية والعمليات الهجومية"، في اشارة الى عمليات التوغل واقتحام المدن والاحياء في القطاع وقتل الناشطين وتدمير المنازل والورش الصناعية وجرف الاراضي الزراعية. ويحمل قادة الجيش الاسرائيلي عدنان الغول الذي يعتقد انه نائب القائد العام لكتائب "القسام" محمد ضيف، واحمد الغندور احد مهندسي الكتائب، بالوقوف وراء العملية. وفي اعقاب العملية ساد جو من الترقب والانتظار والتحسب لعمليات انتقامية واسعة في منطقة شمال القطاع، التي يجثم فوق اراضيها ثلاث مستوطنات هي "دوغيت" و"ايلي سيناي" و"نيتسانيت"، فضلا عن منطقة "أيرز" الصناعية الاسرائيلية ومواقع عسكرية واخرى للارتباط والتنسيق مع الجانب الفلسطيني. ووضع مقاتلون ومواطنون سواتر ترابية مرتفعة وزرعوا المزيد من العبوات الناسفة على عرض الطرق الرئيسة والفرعية التي تربط بين منطقة المستوطنات الثلاث ومدينتي جباليا وبيت لاهيا ومخيم جباليا، وهي الاقرب للمستوطنات الثلاث، تحسبا من عملية واسعة تستهدف اجتياح المنطقة ردا على العملية. وقال الموغ في المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء اول من امس في مدينة تل ابيب في اعقاب العملية ان الفلسطينيين فجروا 439 عبوة ناسفة منذ اندلاع الانتفاضة قبل اكثر من 28 شهرا. وتبين ان العدد الاكبر من هذه العبوات التي زرعها مقاتلون من الفصائل والتنظيمات المسلحة المختلفة تم تفجيره في مدينة رفح اقصى جنوب القطاع، وتحديدا قرب الشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر، وبلغ 118 عبوة، يليها تفجير 105 عبوات على طول خط الهدنة شرق القطاع، يليها تفجير 64 عبوة على طريق "كارني-نتساريم" جنوب مدينة غزة، ثم تفجير 57 عبوة شمال القطاع، و53 عبوة قرب تجمع مستوطنات "غوش قطيف" قرب مدينة خانيونس، ونحو 27 عبوة قرب مستوطنة "موراغ" شمال مدينة رفح، وتسع عبوات قرب مستوطنة "كفار داروم" شرق مدينة دير البلح وسط القطاع، وست عبوات قرب مستوطنة "كسوفيم" جنوب دير البلح. ومن بين هذه العبوات، نجحت اربع عبوات في تفجير اربع دبابات، ثلاثة من نوع "ميركفاه"، اثنتان منها انفجرتا قرب مستوطنة "نتساريم"، والثالثة قرب مستوطنة "كسوفيم"، ورابعة انفجرت اول من امس وقتل فيها عدد من الجنود، فضلا عن انفجار عشرات العبوات الاخرى ادى الى اصابة عشرات الجنود والحاق اضرار بعشرات الدبابات والاليات العسكرية. الى ذلك، باءت بالفشل المحاولات بالعثور على جثتي فلسطينيين قتلا قبل ايام في نفق تحت ارضي يربط بين قطاع غزة ومصر في مدينة رفح، ويمر اسفل الشريط الحدودي. وقالت مصادر محلية ل"الحياة" ان خمسة مواطنين سمحت لهم قوات الاحتلال بالدخول الى منطقة الشريط الحدودي بعد اجراء التنسيق اللازم بحثوا عن الجثتين لساعات طوال بعد ان حفروا في المنطقة المتوقع أن يكون فيها، لكن من دون جدوى. وفي أعقاب عملية البحث، اعتقلت قوات الاحتلال أحد المواطنين الخمسة ويدعى محمد قشطة، ومن أقارب أحد القتيلين، من دون معرفة اسباب اعتقاله، واقتاده الى جهة غير معلومة. الى ذلك، جرفت جرافات الاحتلال ظهر أمس الطريق الساحلية الرئيسة والوحيدة التي تربط مدينة غزة بالمنطقة الوسطى من القطاع. وقال ابراهيم وشهود ل"الحياة" ان جرافات الاحتلال جرفت من مستوطنة "نتساريم" التي تبعد نحو كيلومتر واحد من جهة الشرق عن الطريق المحاذية لشاطئ البحر، تحرسها الدبابات وجرفت مقطعا من طبقة الاسفلت بطول 7 امتار تقريبا، بهدف تخريبها والحؤول دون تنقل السيارات عليها لتقطيع اوصال القطاع. كما اعلنت سلطات الاحتلال تمديد الطوق الامني المفروض على القطاع برا وبحرا حتى اشعار اخر. وتمنع قوات الاحتلال بموجب هذا القرار أي فلسطيني من سكان القطاع من الخروج من القطاع الى الضفة الغربية او اسرائيل او الخارج. كما تمنع الصيادين من النزول الى البحر منذ اكثر من شهر.