أعلن وزير الثقافة المصري فاروق حسني الإنتهاء من المرحلة الأولى لمشروع ترميم دير الأنبا أنطونيوس بكلفة 25 مليون جنيه، وقال إن المرحلة الثانية ستبدأ خلال الشهر المقبل وتتضمن استكمال ترميم باقي العناصر المعمارية الأثرية في الدير. وأوضح أمين عام المجلس الأعلى للآثار الدكتور زاهي حواس أن دير الأنبا أنطونيوس يُعدُّ من أقدم الأديرة في العالم ويشتمل على كنيستين، الأولى شُيّدت في عهد القديس أنطونيوس في القرن الرابع الميلادي وتتكون من كنيستين تعرف الأولى باسم كنيسة الأربعة مخلوقات غير المتجسدة وهي الأقدم، أما الثانية فهي الكنيسة الأثرية المعروفة باسم الأنبا انطونيوس. وأضاف حواس أن الدير يحوي العديد من المباني الأثرية الأخرى من أهمها كنيسة الرسل ومبنى الرباطية وكنيسة الانبا مرقس التي شُيدت في القرن الخامس عشر الميلادي. وتوجد أيضاً الطاحونة وهي من أهم مباني الدير الأثرية وكذلك المعصرة الأثرية والبئر التي تؤمن المياه للدير. وأشار رئيس قطاع المشاريع في المجلس الأعلى للآثار اللواء محمد نادر عبدالوهاب إلى أن أعمال الترميم شملت تدعيم وحقن وعزل الأساسات وترميم الأسقف والأرضيات ومعالجة الشروخ الإنشائية بالواجهات وأعمال البياض الداخلي والخارجي وترميم الممرات المؤدية إلى المباني الأثرية والأسوار وإحلال وتجديد شبكات الصرف وشبكات تغذية مياه الشرب والري والحريق، كما تم إنشاء شبكة كهرباء وانذار متكاملة ورفع كفاءة الطاقة الكهربائية. وقال رئيس قطاع الآثار الإسلامية الدكتور عبدالله كامل أن مشروع التطوير والترميم بدأ في كانون الثاني يناير 2001 حيث عثر خلال أعمال الترميم على طبقات تحمل صوراً دينية فوق بعضها بعضاً، ويرجع أقدم تلك الطبقات المرسومة إلى القرن السادس الميلادي، وعُثر عليها بعد إزالة ست طبقات من الملاط. كما عُثر على طبقة مرسومة يعود تاريخها إلى القرن التاسع، أما الطبقة الموجودة حالياً والتي تحمل غالبية الصور الجدارية فيرجع تاريخها إلى العام 1232م. وكان المجلس الأعلى للآثار بالتعاون مع مركز البحوث الأميركي نفّذ في الفترة من 1996 وحتى 1999 مشروعاً للترميم الدقيق شارك فيه خبراء ايطاليون متخصصون في صيانة وترميم الصور الجدارية.