رجح مصدر قضائي فرنسي قريب من القاضي جان لوي بروغيير، الذي يتولى ملفات الارهاب، احتمال أن يلجأ بروغيير الى اصدار قرار باعتقال زعيمة منظمة "مجاهدي خلق" مريم رجوي، بعد الانتهاء من استجوابها اليوم السبت. وكانت رجوي اوقفت في مقر الاستخبارات الفرنسية دي اس تي على سبيل التحقيق عقب دهم المقر العام لمنظمتها في ضاحية باريس. الى ذلك كشف المصدر ان اعتقال اسلاميين متورطين في عملية التفجير التي تمت في مدينة جربه التونسية، مكّن فرنسا من احباط عملية كان يخطط لها تنظيم "القاعدة" لتفجير السفارة الاميركية في باريس بواسطة طائرة موجهة عن بعد، وهي وسيلة يصعب التصدي لها، وكانت باريس ابلغت التفاصيل الى الاميركيين. ووصف المصدر التنسيق الاميركي - الفرنسي في مجال مكافحة الارهاب بأنه واسع وجيد وبمستوى علاقات التحالف بين البلدين. وأوضح المصدر ان مراقبة منظمة "مجاهدي خلق" وجمع المعلومات عنها طوال السنتين الاخيرتين تمت بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة، خصوصاً مع المكتب الفيديرالي للتحقيقات أف بي اي، باستثناء عملية دهم مقر المنظمة التي نفذت من دون إبلاغ الجانب الاميركي بها، وأكدت مصادر ديبلوماسية اميركية ل "الحياة" انها فوجئت بها. وكان بروغيير والسلطات القضائية اعتبرا ان "مجاهدي خلق" اصبحت خطيرة، لأنها منضبطة وغنية ومتطرفة ولديها حسابات مالية تمكنت الشرطة القضائية من الكشف عنها في فرنسا والمانيا وبريطانيا وتركيا وعمان ودبي، وهي باسماء جمعيات مختلفة. وعثرت الشرطة في مقر "مجاهين خلق" على حوالى 8 ملايين دولار من فئة 100 دولار ومن ضمنها 3 ملايين دولار كُتب عليها بخط اليد باللغة الفارسية "حكومة اليمن". واوضح المصدر ان هذه الاوراق النقدية ليست صكاً رسمياً لحكومة اليمن، وان باستطاعة ال"اف بي اي" تحديد مصدرها. وذكر انه في اطار التنسيق مع ال"اف بي اي" كان بروغيير حصل على معلومات عن نشاط "المجاهدين" وتمركزهم القوي في الولاياتالمتحدة. وتابع ان الادارة الاميركية تخوّفت من ان تتحول هذه المنظمة اداة لمنظمات تقوم بعمليات ارهابية لمصلحة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، او لمصلحة شبكات ارهابية اخرى. واشار الى ان لدى الشرطة القضائية معلومات عن مساعدات مالية تلقتها المنظمة من بعض الدول العربية اضافة الى الدعم الذي كانت تحصل عليه من النظام العراقي. وأكد أن المنظمة تملك حسابات بعشرات الملايين من الدولارات وكانت حولت نشاطها بعد الحرب على العراق الى فرنسا، وان رجوي اعترفت انها مسؤولة عن منظمة "مجاهدي خلق" بأكملها. وذكر المصدر ان عمليات الاقتحام التي نفّذها 1200 شرطي فرنسي تمت بعد حصول فرنسا على معلومات عن قدرة هذه المنظمة على القيام بعمليات في اوروبا انطلاقاً من الاراضي الفرنسية. ونفى ان تكون ايران وراء دهم مقر "مجاهدي خلق"، وقال انه رغم ترحيب ايران بذلك، فإن الأمر لم يرتبط ابداً برغباتها وانما "بخطورة نشاط مجاهدي خلق في اوروبا".