وجه الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في اديس ابابا امس، نداء دعا فيه الى قيام "ثورة خضراء" في افريقيا بحسب "النموذج الناجح" في آسيا وأميركا الجنوبية والشرق الاوسط، لإخراج القارة نهائياً من المجاعة وسوء التغذية، بينمارأى رئيس المفوضية الافريقية الفا عمر كوناري صعوبة اتمام "ثورة القارة الخضراء"، ما لم تضع حداً للحروب التي تمزقها. قال الامين العام للامم المتحدة لدى افتتاح مؤتمر دولي في اديس ابابا حول المجاعة في افريقيا: "فلنطلق ثورة خضراء افريقية، ثورة كان يجب ان تطلق منذ فترة طويلة، ثورة ستساعد القارة في سعيها الى الكرامة والسلام". وأضاف: "لا تسمحوا ابداً بمجاعة لا مبرر لوجودها تضرب الارواح ومستقبل القارة". واعتبر ان القارة قادرة على انجاز تلك الثورة، بدعم ملائم، داعياً الى تنمية انظمة الري وتكثيف الزراعات الغذائية واستخدام الاسمدة والزيادة في استخدام الطاقة الكهربائية. وعقد هذا المؤتمر امس، عشية افتتاح ثالث قمة لرؤساء الدول والحكومات الاعضاء في الاتحاد الافريقي التي ستبحث في العاصمة الأثيوبية مختلف الازمات السياسية والعسكرية والانسانية التي تمزق افريقيا، القارة الاكثر فقراً في العالم. وأوضح انان ان "الثورة الخضراء في آسيا وأميركا اللاتينية والشرق الاوسط، اتاحت مضاعفة الانتاج الغذائي ثلاث مرات وساعدت في اخراج ملايين البشر من المجاعة". وقال ان "المزارعين الافارقة يعانون نفقات نقل مرتفعة". واعتبر ان "المجتمع يتحمل كل العبء، لكن النساء يقفن في الصف الاول وينجزن حصة الاسد في الزراعة على رغم انهن لا يحصلن على القروض الضرورية والتكنولوجيا والتدريب والخدمات". ودعا الى "اعادة الاعتبار الى امكانات البيو - تكنولوجيا" وعدم النفور منها، و"تنميتها في شكل مميز". وقف الحروب اولاً وفي المقابل، اعتبر رئيس المفوضية الافريقية ان على قادة القارة "التحرك سريعاً لحل النزاعات الجارية، علينا ان نمنح انفسنا الوسائل الضرورية لتطبيق سياستنا". وذكر ان "انعدام الامن يمنع الانتاج والنقص في الانتاج يغذي انعدام الامن". وشدد على انه "طالما هناك حروب ونزاعات مع ما يواكبها من اغتصابات ونهب وحركات هجرة، لن نتمكن من النهوض". اتهامات نسائية على صعيد آخر، اتهمت منظمات نسائية حكام افريقيا بتجاهل الوعود التي قطعوها على انفسهم قبل عام لإنهاء كل اشكال التفرقة ضد النساء. وقالت شبكة التنمية والاتصال للمرأة الافريقية وهي تجمع لمنظمات مدافعة عن حقوق المرأة، في بيان امس، ان النساء ما زلن يعاملن كمواطنين درجة ثانية في القارة وهن محرومات من المساواة مع الرجال في العلاقات الزوجية والعمل والملكية، فضلاً عن تعرضهن لأخطار الايدز. وقالت الناشطة المدافعة عن حقوق المرأة فايزة غاما محمد في بيان امام مجلس الاتحاد الافريقي في اديس ابابا، مشيرة الى اجراءات تبنتها القمة السابقة التي عقدت في موزمبيق العام الماضي، ان "بروتوكول حقوق المرأة في افريقيا مجرد ورقة بلا اي قوة". ولم تصدق على الوثيقة سوى دولة واحدة هي جزر القمر من بين الدول الاعضاء في الاتحاد البالغ عددها 53. ولن يصبح البروتوكول ملزماً الا للدول الافريقية التي تصدق عليه ويصبح جزءاً من قوانينها المحلية عندما يصل عدد الدول التي تقره الى 14 دولة. وقالت موريساندا كواتي وهي ناشطة غينية: "في افريقيا التي تعصف بها الحروب هناك مكان لحقوق النساء لأن النساء اللواتي يتمتعن بكامل حقوقهن سيلعبن دور حفظة السلام". وطالبت ب"فتيات لا يتعرضن للختان ويدخلن المدارس ويتعلمن ويتزوجن بصورة مشروعة في سن مناسب ولا يتعرضن للعنف ويشاركن في شكل كامل في اتخاذ القرار". وقالت شبكة التنمية والاتصال ان غالبية النساء في افريقيا يعملن لفترات اطول ويقدمن رعاية اكبر للاسرة من الرجال، ومع ذلك يحصلن على قدر اقل من التعليم ودخل محدود ولا توجد حماية قانونية حقيقية لهن من العنف والانتهاكات التي تشمل الاصابة بالايدز من ازواج غير مخلصين.