صدق الزعماء الأفارقة في قمتهم الاستثنائية الأولى التي افتتحوها أمس في أديس أبابا برنامج عملهم الذي كان يقتصر على تعديلات اجرائية في الميثاق التأسيسي للاتحاد الافريقي. وافتتحت الجلسة الأولى بكلمات لكل من رئيس القمة رئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي ورئيس الوزراء الأثيوبي ملس زيناوي الذي تستضيف بلاده القمة، والمفوض الموقت للاتحاد الأفريقي عمارة عيسى قبل أن تغلق الاجتماعات لتنعقد قمة مصغرة على هامشها ضمت 17 رئيس دولة أفريقية للبحث في الحروب والنزاعات المندلعة في القارة، خصوصاً في ساحل العاج وجمهورية الكونغو الديموقراطية. واتخذت السلطات الأثيوبية اجراءات أمنية مشددة، خصوصاً ان أديس أبابا شهدت عام 1995 محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك يوم افتتاح القمة الأفريقية آنذاك. وافتتح مبيكي أعمال القمة فأشار في كلمته الى فشل غالبية الدول الأعضاء في تصديق بروتوكولات عدة في الميثاق التأسيسي للاتحاد. وركز على قضايا الأمن والسلام في القارة، وقال: "ما زالت تواجهنا تحديات السلام والاستقرار في قارتنا. والنزاعات الجارية حالياً تؤكد الحاجة الملحة الى انشاء مجلس الأمن والسلم ... للانتقال بقارتنا الى حال السلام وتعزيز الأمن لكل شعوبنا". وناشد الدول الأعضاء "تصديق هذا البروتوكول، وتشكيل "مجلس الأمن والسلام" قبل موعد القمة الأفريقية العادية المقررة في مايوتو موزامبيق في حزيران يونيو المقبل. ودعا مبيكي زعماء القارة الى "التحرك بقوة لازالة الفقر ورفع مستوى التنمية، وتحقيق اهداف برنامج الشراكة الجديدة للتنمية في أفريقيا نيباد، وتفعيل المجموعات الاقتصادية الاقليمية وتصديق بروتوكول انشاء البرلمان الافريقي". واعتبر زيناوي في كلمته القمة الاستثنائية "تاريخية"، خصوصاً انها تعقد للمرة الأولى بعد اعلان الاتحاد الافريقي في دوربان. وقال انها "تعقد في أديس أبابا مهد الوحدة الافريقية والمدينة التي ارتبطت بالابقاء على الروح الافريقية الوحدوية حيّة". وشكر القادة الأفارقة على اختيارهم أديس أبابا مقراً دائماً للاتحاد الافريقي. وأكد "ان الاثيوبيين وحكومتهم سيواصلون جعل أديس أبابا عاصمة حقيقية لافريقيا ورمزاً للوحدة والتضامن الافريقي". وعقد الزعماء الأفارقة جلسة مغلقة صدقوا خلالها كل التعديلات على الميثاق التأسيسي التي أقرها المجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي، وأبرزها آلية انتخاب هيئة المفوضية عشرة اشخاص ومؤهلاتهم، ونص يتعلق بتشجيع الأفارقة في المهجر للمشاركة في صنع القرارات السياسية والاقتصادية للاتحاد الافريقي. وعقدت قمة مصغّرة تضم 17 رئيس دولة اعضاء في الجهاز المركزي لحل النزاعات ومنعها وادارتها لمناقشة سبل التوصل الى وقف الحروب في القارة.