ترجم أقباط مصريون غضبهم واحتجاجهم على شريط سينمائي يحمل اسم "بحب السيما" إلى فعل حين أقدم أربعون من كبار القساوسة ورجال القانون المسيحيين والمسلمين على مبادرة خاصة للاعتراض على الفيلم الذي يعرض حالياً في عدد من الصالات. اذ توجهوا أمس الى مكتب النائب العام المستشار ماهر عبد الواحد برفقة عدد من المحامين المسلمين المصريين وطلبوا وقف عرض الفيلم واتخاذ الاجراءات القانونية ضد المنتج والمؤلف. وتضمنت مذكرة قدمها القساوسة الى النائب العام اعتراضات على مشاهد في الفيلم وتتضمن "ازدراء للعقيدة"، ولفتت الى ان الفيلم "يصور مشاجرات ومناظر فاضحة في داخل إحدى الكنائس واعتداء على رجل دين مسيحي بالحذاء وهو ما يمثل اساءة الى أقباط مصر"، مؤكدة أن القساوسة "لا يمانعون من تصوير الاقباط في الأ&عمال الدرامية ولكن الاعتراض على استخدام نصوص مقدسة داخل الفيلم والتهكم على بعض المعتقدات الدينية، مشيراً إلى "حرص اقباط مصر على دعم الابداع الفني شرط ألا يسيء للأديان السماوية". وفي المقابل قدم رجال القانون مذكرة تشير الى "مخالفات للدستور المصري" تضمنها الفيلم. وقال القس مرقص عزيز راعي كنيسة العذراء، أقدم كنائس القاهرة، رئيس الوفد ل"الحياة" إنه سأل اصدقاءه من علماء الدين الاسلامي اذا ما كانوا سيوافقون على أن تتم هذه المشاهد في داخل أحد المساجد، فأكدوا له رفضهم التام لذلك وتضامنهم مع أقباط مصر في ضرورة وقف عرض الفيلم، معتبراً أن المخرج والمنتج "هما من العناصر غير المؤتمنة على تصوير الدين المسيحي في الاعمال الدرامية على النحو اللائق وأن المخرج بصفة خاصة غير ملتزم بتعاليم الكنيسة". يذكر أن عدداً من الاعمال الدرامية سبق ان اثارت اعتراضاً من اقباط مصر، مثل مسلسل "أوان الورد" الذي عرض في الاعوام الماضية وصور بزواج نموذجي بين مسلم وقبطية، الأمر الذي يرفضه أقباط مصر ما دفع الى تغيير السيناريو في حلقات لاحقة ليؤكد أن مثل هذا الزواج تعتبره الكنيسة من المشكلات. وكذلك مسلسل "رجل الأقدار" عمرو بن العاص بطولة نور الشريف، الذي شوهد في رمضان الماضي وعرض لمجموعة من الرهبان الاقباط اثناء الفتح العثماني لمصر وكيف كانوا يسعون الى الكسب المادي على حساب عقيدتهم الدينية. يذكر أن منتج الفيلم هاني فوزي ومخرجه أسامة فوزي من الأقباط. لكنهم من الأقباط الانجيليين في حين أن غالبية الأقباط المصريين من طائفة الارثوذكس.