"للكبار فقط". بوضع هذه اللافتة انتهت الأزمة التي واجهت عرض فيلم "بحب السيما" للمخرج أسامة فوزي وبطولة ليلى علوي ومحمود حميدة، وهو القرار الذي اتخذته اللجنة العليا للرقابة برئاسة الدكتور جابر عصفور. وكان الفيلم واجه اعتراضات من إحدى الرقيبات وبعض النقاد "الاقباط" لأن أحداثه تتعرض لتفاصيل الحياة الاجتماعية لأسرة مسيحية. وخشي النقاد المعترضون حدوث ردود فعل غاضبة من جمهور الاقباط فطالبوا بحذف عدد كبير من المشاهد أو احالة الفيلم على الكنيسة، وهو الأمر الذي واجه انتقاداً شديداً ايضاً من مثقفين ومفكرين وسينمائيين "اقباط" ابرزهم المخرج داود عبدالسيد الذي انتقد اقحام رجال الدين في مشاهدة اعمال اجتماعية وقال "إن إحالة الافلام الى جهات دينية وأمنية "عمال على بطال" لا تجوز. فطالما ان هذه الافلام لا تتضمن أي مساس بالعقيدة والدين، فلماذا تحال الى رجال الدين المسيحيين او المسلمين". وبعد تصاعد الأزمة عقدت لجنة عليا للرقابة مساء أول من أمس اجتماعاً برئاسة جابر عصفور بصفته الرئيس الاعلى للرقابة، وعضوية 12 من المفكرين والنقاد أكثرهم من الاقباط، ومن بينهم الدكاترة يونان لبيب رزق ونبيل لوقا بباوي وناجي فوزي وقدري حفني واسامة الغزالي حرب ونادر عدلي وكمال رمزي وماجدة موريس واحمد صالح وجورج اسحاق. وقررت اللجنة عرض "بحب السيما" للكبار فقط وحذف مشهد "القبلة" داخل الكنيسة، وتخفيف لقطات المشاجرة اثناء حفلة الزفاف داخل الكنيسة. وقال الدكتور مدكور ثابت رئيس الرقابة إن الحديث عن احالة الفيلم الى رجال الدين في الكنيسة لم يكن قراراً وإنما "اقتراح" لم يؤخذ بجدية "على رغم أنني ومن داخلي أرفض ذلك تماماً". وأضاف ثابت "عشت اياماً صعبة جداً فعندما شاهدت الفيلم وجدته من أفضل أفلام السينما المصرية جمالاً ومضموناً وصورة سينمائية، ومن شدة فرحي بالفيلم "بكيت" لأنني وجدت نفسي نصفين، النصف الاول الاستاذ في أكاديمية الفنون والمخرج والمبدع الذي في داخلي هو الذي يجعلني دائماً مع حرية الإبداع، إضافة إلى أنني اعتبر المخرج أسامة فوزي ابناً وتلميذاً لي فهو من أكثر المخرجين موهبة، ونصفي الآخر هو "الرقيب" الذي يواجه ضغوطاً بالمطالبة بالحذف ولهذا كانت الدموع "داخلي" تسبق كلامي "أنا سعيد جداً بعرض الفيلم الذي اتوقع له نجاحاً كبيراً وان يحصل على جوائز من المهرجانات لتميز كل عناصره والمشاركين فيه". وكان فيلم "بحب السيما" واجه منذ أن كان سيناريو على الورق مشكلات رقابية واعتراضات، ووافقت لجنة عليا على تصويره قبل 5 سنوات وبدأ التصوير في 2001 واستمر تسعة أسابيع وبعدها بدأت عملية التحميض والمونتاج، وبعد ذلك واجه المنتج المشارك للشركة العربية هاني فوزي - وهو شقيق المخرج - أزمة مالية بسبب ارتفاع الدولار وظل الفيلم لأكثرمن عامين في انتظار استكمال مراحله النهائية، وبعد ذلك أصبح عند الشركة العربية في انتظار استكماله وعرضه. وانتقد هاني فوزي التشدد الرقابي وكشف أن فيلمه كان يصور في حضور - رقيبة - كانت توقع على المشاهد التي يتم تصويرها وقبل ارسالها للتحميض في الخارج. وأكد فوزي ان الفيلم كان يفترض ان يشارك في مهرجان القاهرة العام الماضي ولكنه لم يكن "جاهزاً تماماً" للعرض، وتذكر رد فعل رئيس المهرجان شريف الشوباشي بعد أن شاهد الفيلم، إذ أبدى استغرابه ودهشته من احداث الفيلم وموضوعه وتساءل كيف ان الرقابة وافقت عليه وقال إن هذا الفيلم سيحدث "جدلاً وبلبلة" في البلد. وأشاد الناقد علي أبو شادي رئيس المركز القومي للسينما بقرار "اللجنة العليا للرقابة" الموافقة على عرض "بحب السيما" وقال إن هذا القرار انتصار للحرية والاستنارة ولوزارة الثقافة وللمثقفين، وللمخرج اسامة فوزي وقال إن هناك عدداً من المهرجانات ستتم مشاركة الفيلم في فعالياتها ابرزها مهرجان فينيسيا.