نفت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس ان تكون القاهرة اجرت اتصالات معها لثنيها عن اطلاق صواريخ "قسام" على مستوطنات يهودية داخل اراضي قطاع غزة وخارجه، في وقت كشفت صحيفة "معاريف" العبرية ان مسؤولاً كبيراً في وزارة الدفاع الاسرائيلية توجه "سراً" الى مصر اول من امس للاجتماع مع مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان. واكد الناطق الرسمي باسم حركة "حماس" سامي ابو زهري في حديث الى "الحياة": "حق شعبنا في المقاومة بكل اشكالها في مواجهة الاحتلال والعدوان" الاسرائيلي المتواصل على الفلسطينيين. وشدد ابو زهري على ان "المشكلة ليست في المقاومة بل في الاحتلال، والمقاومة جاءت لدفع العدوان". ونفى وجود اي اتصالات "حول وقف اطلاق صواريخ قسام التي تشكل وسيلة لحماية شعبنا الذي يتعرض لعدوان في ظل صمت دولي وعجز عربي". وكان بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية اشار الى ان مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان ابلغ رئيس حزب "ياحد" معاً اليساري الاسرائيلي يوسي بيلين في اجتماع بينهما في القاهرة اول من امس، ان مصر تجري اتصالات مع فصائل فلسطينية لوقف اطلاق صواريخ "قسام" في اتجاه اسرائيل. ورداً على سؤال ل"الحياة" ان كانت حركة "حماس" ستستجيب طلباً مصرياًَ في هذا الصدد، قال ابو زهري ان الحركة "ستوضح موقفها الذي يعتبر الصواريخ وسيلة لحماية شعبنا وليس العكس في حال تم الاتصال بنا". في هذا الاطار، افادت صحيفة "معاريف" ان الجنرال المتقاعد عاموس غلعاد أبرز مستشاري وزير الدفاع شاؤول موفاز، بحث في امكان تخلي اسرائيل عن السيطرة على المنطقة الحدودية بين قطاع غزة ومصر اذا تم الانسحاب. واكد الناطق باسم وزارة الدفاع الاسرائيلية هذه المعلومات، لكنه لم يوضح مضمون هذه المحادثات. وكان موفاز حذر في نهاية حزيران يونيو الماضي من ان اسرائيل لن تخلي هذا القطاع المعروف باسم "ممر فيلادلفي" من دون ضمانة مصرية بأنه لن يكون هناك تهريب للاسلحة عبر انفاق. لكنه اعتبر مع ذلك ان "النيات المصرية" المتعلقة بقطاع غزة "صادقة" اثناء لقاء مع مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز. وعرضت مصر مساعدة السلطة الفلسطينية في فرض النظام في قطاع غزة بعد انسحاب متوقع للجيش الاسرائيلي قبل نهاية العام 2005. من جهة اخرى، اعلن اسامة الباز، المستشار السياسي للرئيس المصري حسني مبارك، اول من امس انه بحث مع رئيس الحزب اليساري الاسرائيلي الجديد "ياحد" يوسي بيلين، في الانسحاب الاسرائيلي المرتقب من قطاع غزة. ورأى ان "خطوة غزة اولا" يجب ان تكون "جزءا من كل والا تتوقف الخطوات بل ان تسير باتجاه تنفيذ الخطوات المنصوص عليها في خريطة الطريق". واضاف الباز ان "الاتصالات مستمرة مع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي"، مشيراً الى ان "هناك فرصة للتوصل الى السلام في الوقت الراهن".