تشهد اسواق الأثاث والموبيليات في العراق اقبالاً واسعاً من المشترين يترافق مع ارتفاع ملحوظ في الاسعار، مع مسارعة العراقيين الى تغيير أثاثهم المنزلي بعد التحسن الذي طرأ على الدخل الشهري لعدد كبير من العائلات. ويؤكد التجار وأصحاب محال بيع الاثاث والموبليات في بغداد أن"غرف النوم تتصدر قائمة المبيعات في الأسواق المحلية نظراً إلى ارتفاع نسبة الزواج بين الشباب الذين يهتمون في أغلب الاحيان باقتنائها دون بقية الاثاث المنزلي، خصوصاً اولئك الذين يقيمون مع عائلاتهم بعد الزواج لعدم قدرتهم على توفير مساكن مستقلة". يقول احد هؤلاء التجار ان"أسعار غرف النوم تراوح بين 200 ألف إلى 300 ألف دينار عراقي 135 إلى 210 دولارات حسب نوع الموديل ونوع القماش والخشب المستخدم في صناعتها". وكانت وزارة التجارة العراقية أعلنت في وقت سابق تقديم خدمة البيع بالتقسيط لغرف النوم للمتزوجين الجدد، في خطوة ترمي إلى مساعدتهم في التغلب على مشكلة ارتفاع الأسعار في الاسواق المحلية. وتختلف أسعار الاثاث حسب نوع الأخشاب المستخدمة في صناعته. وتعتمد ورش صناعة الاثاث على الاخشاب المستوردة مثل الزان والسيسم والسندان والصاج. وكانت وزارة التجارة توفر تلك الاخشاب لورش العمل بأسعار مدعومة، ما ساعد على خفض الاسعار لجميع انواع الاثاث المنزلية، الى ان جرى حصر الاستيراد للقطاع الخاص، وأدى تدهور الاوضاع الامنية لاحقاً إلى عرقلة وصول شحنات الاخشاب الى ورش العمل ما أسفر عن ارتفاع اسعارها في الاسواق المحلية. اما الانتاج المحلي فيتسم برخص أسعاره لاستخدام انواع رديئة من الاخشاب في صناعته، مثل اخشاب التوت والصفصاف وغيرها. وتقوم المحلات التجارية بشراء الأثاث المستعمل الذي يلقى رواجاً واسعاً في الاسواق لانخفاض أسعاره وتوافره مع بيع عائلات كثيرة أثاثها المنزلي عند السفر الى خارج العراق بأسعار زهيدة، وهي ظاهرة شجعت اصحاب المحلات التجارية على شرائه واعادة عرضه للبيع في مزادات خاصة أيام الجمعة من كل اسبوع. ويباع الأثاث المستعمل للمواطنين باسعار مناسبة قياساً الى الانواع ذاتها من الاثاث الجديد. كما تقوم محلات اخرى بإعادة كساء الاثاث المستعمل بالاقمشة وبيعه بأسعار مرتفعة، بعد اجراء بعض التعديلات عليه. يقول مازن الأوسي، صاحب مزاد لبيع الاثاث المستعمل في حي الاسكان في العاصمة، ان"معظم الاثاث الذي تشتريه محلات المزادات العلنية يتسم بمتانته ورخص أسعاره، لأن ضيق الوقت يضطر عدداً كبيراً من العائلات لبيع الأثاث المنزلي بأسعار رخيصة قبل السفر، وتقوم المحلات عقب ذلك بتصنيفه وفق النوعية والموديل وبيعه للزبائن في مزادات علنية في ايام محددة من الاسبوع". ويضيف:"يضطر بعض العائلات الى بيع أثاثه بسبب الحاجة وتفشي البطالة بين أفراد العائلة ولسد النفقات اليومية، وكلها ظواهر تعزز نشاط سوق الاثاث المستعمل".