بدأت أمس اعادة محاكمة المعارض الايراني هاشم آغاجاري في جلسة استماع عامة بعدما اسقطت عنه أخيراً التهم التي عقوبتها الاعدام. وبعد نحو عامين من سجنه بعيداً من الاعين، ظهر آغاجاري الاستاذ في مادة التاريخ في جامعة طهران هزيلاً. وشكا من احتجازه في سجن انفرادي تحت تهديد تنفيذ حكم الاعدام. الا ان القاضي محمد اسلامي اكد خلال الجلسة ان آغاجاري، المحارب السابق المقعد، لم يعد يواجه عقوبة الاعدام بسبب دعوته لاصلاح الدين في الجمهورية الاسلامية. وبدلاً من التهم الاصلية التي وجهت اليه والتي تعادل الارتداد عن الدين، وجهت اليه أمس تهمة الاساءة الى التعاليم المقدسة ونشر معلومات خاطئة ومناهضة للنظام. واذا ما دين بهذه التهم، فإنه سيواجه حكماً بالسجن ما بين خمس وعشر سنوات. وحكم على آغاجاري بالعقوبة القصوى عام 2002 من احد قضاة محافظة همدان في غرب البلاد على رغم كونه من اوائل الذين حاربوا في صفوف الثورة الاسلامية وأحد ابطال الحرب العراقية - الايرانية 1980 - 8819. واستناداً الى حيثيات الحكم الاول، فإن آغاجاري شكك في الاسس التي يقوم عليها الاسلام والثورة الاسلامية عندما دعا علناً الى نوع من المعارضة في الاسلام، لأن المسلمين كما قال ليسوا "قروداً" لكي "ينساقوا من دون تفكير وراء رجال الدين". وأثار الحكم موجة واسعة من الاحتجاجات محلياً ودولياً وتم نقضه للمرة الاولى من المحكمة العليا ثم مرة ثانية بعد ان عمد القاضي نفسه اثر احالة القضية اليه الى تأكيد حكمه الاول. وأكد محامي آغاجاري الاسبوع الماضي ان المنشق لم يعد يواجه حكم الاعدام. وبعد تأجيل المحاكمة حتى الاثنين، رفض المعارض الايراني ان يقول للصحافيين ما اذا كان متفائلاً الآن بأن النظام الايراني خفف التهم الموجهة اليه وقال: "يجب ان ننتظر ما ستكون عليه النتائج". وأعربت زوجته زهرة بهنودي التي حضرت الجلسة عن أملها بأن "يأمر القاضي بإطلاق سراحه بعد اسقاط تهمة الارتداد عنه. ولكن التهمة الموجهة اليه لا تزال خطرة".