نشرت "الحياة" في 20 حزيران / يونيو 2004 للكاتب موسى برهومة مقالاً: "لغة الدم لغتنا لا لغة... الضاد". واختار الكاتب عنواناً لمقالته فيه ظلم وإجحاف كبيران. ويضرب مثلاً على قوله قتل نِك بورغ، الأميركي، بالسيف، وتصوير ذلك وبثُّه على شبكة "الانترنت" كشاهد لما ذهب اليه. أود ان أذكّر القراء بالمثل العربي القديم الذي يقول: "قال الحائط للوتد: لِمَ تشُقُّني؟ قال: سَلْ من يدقُّني!". وبمعنى آخر: سَلْ مَنْ كان السبب. وأنا أسأل الكاتب برهومة: مَنْ السبب في كل ما يحدث ويحصل في بلاد العرب والمسلمين؟ وأنا أجيب: أليس الاحتلال الصهيوني لفلسطين هو السبب في كل ما يحصل في فلسطين؟ بلى. والشيء نفسه في العراق. فلولا الاحتلال الأميركي - البريطاني للعراق لما سمعنا بهذه التفجيرات هنا وهناك، ولا بالاغتيالات وأعمال الخطف وقطع رؤوس المتعاونين مع الاحتلال وغير ذلك. فكان الأحرى بالكاتب انه يلقي باللائمة على الولاياتالمتحدة وتابعتها وحليفتهما بدلاً من القاء اللائمة على الذين يقاومون المحتلين، ويعملون على طردهم من بلادنا. ونقول لأميركا وبريطانيا وحلفائهم: إذا كانت المقاومة في العراق لا تعجبكم، فابحثوا عن أرض أو بلد آخر لاحتلاله. حتى الهنود الحمر قاوموا احتلال الأوروبيين لبلادهم في أميركا الشمالية وكذلك اللاتينية. إن ادعاء الكاتب بأن هذه الجماعات "تضع كل من يتضاد مع عقيدتها في مهب التصفية والموت والزؤام" هو ادعاء لا أساس له من الصحة. والدليل على ذلك هو أنك لا تزال حياً. لقد قرأت مئات المقالات المناوئة والمعارضة والمضادة لتلك الجماعات المسلحة في صحيفة "الحياة" وغيرها من الصحف، ولم يتعرّض أي من هؤلاء الكتّاب للتصفية، ولا للموت الزؤام يا سيادة الكاتب! ثم، كيف خفي عليك ان عبارة "قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار" هي ليست آية من القرآن الكريم؟ وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على ضحالة علمك واطلاعك وإلمامك بالدين الإسلامي. ومع ذلك، فأنت تناقش وتعارض وتناقض هذه الجماعات المسلحة التي لا شك ان أفرادها، أو على الأقل قادتها، أوسع علماً منك واطلاعاً وفهماً للكتاب والسنّة وأحكام الشريعة الإسلامية. كولورادو - محمد أمين سلامة سجن إيه. دي. إكس الفيديرالي الانفرادي