اختتم المؤتمر العام للحزب الديموقراطي في بوسطن أمس، بعدما اختار رسمياً ليل الأربعاء - الخميس السناتور جون كيري مرشحاً للانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. ومنح المندوبون الديموقراطيون أصواتهم بشبه إجماع الى كيري في التصويت، علماً ان الانتخابات التمهيدية اظهرت منذ آذار مارس الماضي ان لا منافس له. كذلك اختير جون إدواردز مرشحاً لمنصب نائب الرئيس. وخلت الساحة الأربعاء لاداوردز السناتور عن كارولاينا الشمالية. وبعدما قدمته زوجته اليزابيث وابنته كايت، اكد أمام المندوبين البالغ عددهم عشرين ألفاً "رفض سياسات الماضي القديمة البالية والحاقدة والسلبية". وقال: "بدلاً منها يمكن اعتماد سياسات الأمل وسياسات الممكن لأننا موجودون في أميركا حيث كل شيء ممكن". ووجه ادواردز تحية الى ذكرى الجنود الأميركيين الذين قتلوا في العراق والى الجرحى. وخصص جزءاً كبيراً من خطابه لمسيرة وحسنات و"قيم رئيسنا المقبل" كيري، لا سيما تجربته في حرب فيتنام. ثم كانت إطلالة لعضوي الكونغرس دينيس كوستينيتش والقس آل شاربتون، المنافسان السابقان لكيري، على ترشيح الحزب. وألقى شاربتون اللوم على بوش في تبديد التعاطف مع أميركا بعد اعتداءات 11 أيلول سبتمبر. وتشير استطلاعات الرأي الى ان الأميركيين يثقون اكثر بالرئيس الجمهوري بوش في موضوع مكافحة الارهاب. وكان كيري وصل إلى بوسطن بعد أيام من جولة ضمن حملته الانتخابية على متن قارب ومعه طاقم زورق الدورية الذي كان يقوده في فيتنام، استعداد للخطاب الذي ألقاه مساء أمس واعلن فيه قبوله ترشيح الحزب. واختتم المؤتمر أمس بخطاب كيري، بعد يوم حافل بالمداخلات تحت شعار "أقوى في الداخل، محترم في العالم"، تحدثت فيه كل من مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية السابقة والسناتور جون بايدن وويسلي كلارك وجو ليبرمان، ثم عائلة كيري: فانيسا وألكسندرا وكريس وأندريه هاينز. الأمن القومي وتناول مندوبو المؤتمر مسائل الأمن القومي، ونقطة الضعف في الحملة الانتخابية الديموقراطية. وتم تفصيل برنامج الثنائي كيري - ادواردز من اجل "أميركا اكثر قوة واكثر أمناً"، عبر شهادات مقاتلين قدامى أو مسؤولين عسكريين، من بينهم ستيف بروزاك وهو جمهوري سابق وكولونيل متقاعد في المارينز منذ عودته من العراق، اوضح انه انضم الى المعسكر الديموقراطي بعدما خذله بوش. وقال انه شاهد في العراق جنوداً منتشرين "لفترة اطول من تلك التي وقعوا عليها" ومعدات غير كافية، ولمس "الى اي حد يصعب على الجنود ان يعرفوا ان العالم يراقب أميركا فيما تنتابه حولها الشكوك". واكد الجنرال جون شاليكاشفيلي قائد الجيوش الأميركية في عهد كلينتون انه "جندي قديم وديموقراطي جديد"، مشدداً على أن "كيري وإدواردز هما الخيار الجيد لأمن أميركا". العلاقات مع الجيران وأمن إسرائيل وعلى هامش المؤتمر، اعتبرت سوزان رايس مستشارة المرشح الديموقراطي، ان "كيري كان صديقاً كبيراً لإسرائيل خلال السنوات العشرين التي أمضاها في مجلس الشيوخ، وسيبقى". وأضافت "أن هذه العلاقة الأساسية بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل ليست مطروحة على بساط البحث"، مشيرة الى أن "إسرائيل حليف حيوي ومهم، وان أمن إسرائيل أمر أساسي لأمن أميركا". لكن المستشارة أوضحت أن كيري سيسعى اذا انتخب رئيساً الى إحلال السلام. من جهة أخرى، قالت رايس: "يجب أن تكون كندا والمكسيك اقرب الشركاء الى الولاياتالمتحدة". وأعربت عن الأسف "لأننا لم نكن معاً حول مواضيع حيوية، من العراق الى التغيرات المناخية، ومن الهجرة الى التنمية". ديبلوماسيون فرنسيون الى ذلك، حضر ديبلوماسيون فرنسيون المؤتمر في "فليت سنتر" من دون لفت الانتباه، حرصاً منهم على عدم "زيادة الطين بلة" في العلاقات الفرنسية - الأميركية الرسمية، منذ التوتر بسبب الحرب على العراق التي عارضها الرئيس جاك شيراك. ومن الحضور الوزير الفرنسي السابق بيار موسوفيسي الذي عبر عن دعمه لكيري. وقال: "ليس دورنا التفاخر بحضورنا هنا"، لافتاً إلى أن بعثته تفضل أن تكون "متواضعة بعض الشيء". وزايد عدد كبير من أعضاء الحزب الديموقراطي على كيري في قضية الحرب على العراق. وعلى رغم انتقاد كيري للطريقة التي أدار بها بوش الحرب، الا انه تمسك بصواب تصويته في مجلس الشيوخ لمصلحة الحرب، فيما كانت مشاعر عدد كبير من أعضاء الحزب الديموقراطي مناهضة لها.