سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لمسوا استعداداً اميركياً لحوار مع سورية حول مطالب الإدارة منها . مؤيدون لمرشحين رئاسيين وللتمديد تبلغوا من واشنطن اهتمامها بتغيير سياسة دمشق في لبنان اكثر من الأسماء
قالت مصادر وزارية لبنانية ل"الحياة" ان مسؤولين اميركيين ابلغوا شخصيات لبنانية متعددة الاتجاهات اجرت اتصالات لجس نبض موقف واشنطن من الاستحقاق الرئاسي، انه لا يهمها الموقف من اشخاص بقدر ما تهمها السياسة التي ستتبعها سورية في لبنان من زاوية المطالب التي سبق ان طرحتها عليها والتي ادى عدم اخذها بها الى صدور قانون "محاسبة سورية واستعادة السيادة اللبنانية" من الكونغرس الأميركي. وذكرت هذه المصادر ل"الحياة" ان على رغم صوغ واشنطن موقفها من الاستحقاق الرئاسي اللبناني في شكل يعبر عن عدم تحبيذها التمديد للرئيس اميل لحود، عبر مطالبتها دمشق بأن يقرر اللبنانيون شؤونهم من دون تدخلها، فإنها في الوقت نفسه ابلغت الشخصيات التي تداولت معها في شأن الاستحقاق الرئاسي، والمسؤولين الفرنسيين اثناء زيارة الرئيس جورج بوش لفرنسا قبل ثلاثة اسابيع انها لن تركز سياستها إزاء لبنان وموقف سورية فيه على معارضة التمديد إذا حصل. لأن ما يهمها يتعدى ذلك، حتى لو انتخب رئيس جديد غير لحود. وأشارت المصادر المتعددة الى ان مسؤولين اميركيين من مستويات مختلفة كرروا امام الشخصيات اللبنانية التي شاءت استكشاف موقف واشنطن، ان المقياس السياسي لموقف الأخيرة من الوضع اللبناني هو مدى استجابة سورية لخطوات حظر نشاط حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"حزب الله" في لبنان، ونشر الجيش في جنوبه والانسحاب السوري منه. ويضيف احد الرسميين اللبنانيين الذين ساهموا في هذه الاتصالات في واشنطن ان الإدارة الأميركية تهتم ايضاً بقيام سلطة لبنانية تكافح الفساد في الإدارة وفي الطبقة السياسية اللبنانية. وتفيد معلومات مصادر وزارية ان الموقف الأميركي ابلغ ولو بلهجات مختلفة، لمستشارين او اصدقاء لبعض المرشحين للرئاسة اللبنانية، ولشخصيات اخرى تحبذ التمديد للحود. وذكرت ان الفريق الساعي الى التمديد تبلغ هذا الموقف الأميركي بقنوات عدة. وأوضحت المصادر الوزارية ل"الحياة" ان الاتصالات التي اجراها مقربون لمرشحين محتملين للرئاسة، وآخرون مع التمديد تتم منذ اسابيع عدة على قدم وساق مع واشنطن، ومعظمها بعلم دمشق، لأن بعض اهدافها كان استكشاف مدى الاستعداد الأميركي لفتح حوار مع القيادة السورية لمناسبة الحديث عن الاستحقاق الرئاسي اللبناني، نظراً الى اعتقاد العديد من الأوساط اللبنانية ان خيارات دمشق الرئاسية النهائية في لبنان ستتأثر بدرجة التأزم او الاسترخاء في العلاقة بينها وبين واشنطن. وفي وقت فهم بعض الذين اجروا الاتصالات مع الجانب الأميركي موقف الأخير بأنه لن يقف ضد التمديد للحود، اعتبر آخرون إضافة الى جهات عربية متابعة للوضع اللبناني ان الموقف الأميركي الذي يعتبر الرئاسة مسألة ثانوية سيف ذو حدين لأن واشنطن قد تستخدم التمديد للحود لاحقاً حجة اضافية من اجل مواصلة ضغوطها على سورية إذا لم تستجب الأخيرة لمطالبها المتعلقة ب"حماس" و"الجهاد" و"حزب الله" ووجودها العسكري في لبنان. وتشير اوساط لبنانية اطلعت على جانب من الاتصالات التي اجريت في واشنطن الى ان المسؤولين الأميركيين الذين شملتهم لم يمانعوا في اجراء حوار مع دمشق حول المطالب السياسية الأميركية إزاء سورية في المبدأ، بغض النظر عن موضوع الرئاسة اللبنانية. لكن مصادر وزارية لبنانية ذكرت ان ابداء الاستعداد للحوار مع سورية من جانب واشنطن جاء نتيجة الاتصالات التي اجرتها دول عدة مع الولاياتالمتحدة، وخصوصاً إسبانيا، وتركيا والكويت مع واشنطن، عقب الزيارات المتتالية التي اجراها الرئيس السوري بشار الأسد للدول الثلاث. وذكرت هذه المصادر بما نسب الى الرئيس التركي نجدت سيزر من قوله اثناء لقائه مع بوش على هامش قمة دول حلف شمال الأطلسي مطلع هذا الأسبوع، ان على واشنطن ان تعطي فرصة للرئيس الأسد كي يواصل إصلاحاته.