سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قوات الاحتلال أبقت سكانها الفلسطينيين في منازلهم واغلقت محلاتهم التجارية . القدس : آلاف اليهود يحيون "ذكرى خراب الهيكل". وسط تهديدات متطرفين بتدمير الحرم القدسي
ألزمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي الآلاف من المقدسيين على البقاء في منازلهم وأرغمتهم على اغلاق محالهم التجارية ومدارسهم ومؤسساتهم، فيما أغلقت بوابات اسوار المدينة لتسمح لعشرات الآلاف من اليهود بأداء طقوس دينية لمناسبة ما يسمى "ذكرى خراب الهيكل" الذي يصادف التاسع من آب حسب التقويم العبري. ويأتي ذلك في وقت كثف متطرفون وجماعات ارهابية اسرائيلية تهديداتهم بمهاجمة الحرم القدسي الذي يضم قبة الصخرة والمسجد الاقصى، ما يعزز من تحذيرات جهات استخباراتية اسرائيلية من مخططات فعلية يعكف هؤلاء على تنفيذها. وعززت الشرطة الاسرائيلية وجودها في محيط البلدة القديمة وداخلها لحماية أعداد كبيرة من اليهود وصلوا اليها لاداء طقوس دينية في باحة حائط البراق الحائط المبكى، بعدما أدوا طقوس "الباكي" فيها ليل اول من أمس. وحظر المفتش العام للشرطة في المدينة دخول اليهود الى باحات الحرم القدسي، في ظل التحذيرات الاستخباراتية من نية جماعات ارهابية استهدافه. وتعتقد غالبية اليهود بأن بقايا هيكلهم المدمر تقع تحت قبة الصخرة المشرفة، وان عودة "الموشياح" المخلص لن تتم الا بتدميرها واعادة بناء الهيكل. وشمل الحظر جماعة تطلق على نفسها "أمناء الهيكل" التي يقودها يهودي متطرف ينادي علناً بتدمير الحرم القدسي و"اعلان السيادة اليهودية عليه". وحاول عدد من اعضاء هذه الجماعة الدخول الى الحرم، لكن الشرطة الاسرائيلية منعتهم من ذلك. ووصف زعيم هذه الجماعة غيرشون سالمون قرار الشرطة بحظر دخول اليهود الى الحرم بأنه "مشين"، داعياً الحكومة والشعب الاسرائيليين الى "تفهم اللحظة التاريخية، وعدم الانصياع الى الفلسطينيين ومنحهم السيادة على الجبل". وبلغ التوتر في محيط الحرم القدسي والبلدة القديمة مستوى عالياً في ظل الوجود المكثف لليهود فيها من جهة، ووصول آلاف المصلين المسلمين والشخصيات الدينية من داخل الخط الاخضر الى هناك لأداء الصلاة من جهة أخرى، استجابة لدعوة من "مؤسسة الأقصى لاعمار المقدسات الاسلامية" التي طالبت ب"شد الرحال" الى المسجد وحمايته من تهديدات المتطرفين اليهود. وكان وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي تساحي هنغبي كشف ان متطرفين يهود يخططون لهجمات على الحرم القدسي، فيما عددت تقارير استخباراتية بعض السيناريوهات المعدة لذلك ومن ضمنها استخدام طائرة مفخخة من دون طيار او يقودها انتحاري لتفجر فوق المصلين داخل الحرم وفي محيطه. وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "عاتب" الصحافيين الذين تجمعوا في مقره "لانشغالهم بأزمة الحكومة" عما يجري في "القدس التي تحترق". وكانت الشرارة الأولى للانتفاضة الفلسطينية اندلعت في قلب الحرم، بعدما دخله رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، محاطاً بقوات من الشرطة وعناصر الأمن في 28 ايلول سبتمبر عام 2000. شيخ الأزهر يستنكر من جهة اخرى، استنكر شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي تهديدات الجماعات المتطرفة في اسرائيل بهدم المسجد الاقصى، وقال ان مثل هذه التهديدات "غير متصورة لا عقلاً وشرعاً ولا ديناً أو خلقاً". وقال شيخ الازهر في تصريح لوكالة انباء الشرق الاوسط إن "مثل هذا الكلام لا يقوله الا مجنون وعندما يحدث ذلك فإن هلاك المعتدي يكون مؤكداً". ودعا شيخ الازهر المسلمين في كل انحاء العالم الى ان يكونوا صفاً واحداً كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً.