أحبط موظفو دائرة الاوقاف الاسلامية وحراس الحرم القدسي محاولة قام بها عشرات المتطرفين اليهود لاقتحام باحات المسجد الاقصى وقبة الصخرة في ساعات الفجر الاولى. وجاءت المحاولة بعد تظاهرة صاخبة شارك فيها اعضاء في منظمات يهودية متطرفة تطالب بازالة الحرم القدسي واعادة بناء "الهيكل" المزعوم، مثل "أمناء جبل الهيكل" و"حي وقائم"، طرقوا خلالها أبواب المحال المغلقة في البلدة القديمة ورددوا الشعارات المطالبة بالسماح لليهود بأداء شعائر دينية داخل الحرم القدسي. وحاول عدد منهم الدخول الى الحرم من جهتي باب الاسباط وباب الغوانمة المؤديين الى باحاته، غير ان حراس المسجد اغلقوا البوابات وحالوا دون عملية التسلل. وحضرت الى الموقع قوات من الشرطة الاسرائيلية فرقت المتظاهرين. وكان عدد من اصحاب رؤوس الاموال اليهود الاميركيين اطلقوا الاربعاء الماضي حملة دعاية ضخمة تدعو الى "السماح لليهود بدخول الحرم" والى "تعزيز الوجود اليهودي في جبل الهيكل"، اي الحرم القدسي. ودعا احد المنشورات التي وزعتها المنظمات اليهودية المختلفة من بينها منظمة "قلب الامة" التي تقود هذه الحملة الدعائية الى تغيير الوضع القائم "ستاتس كوو" في الحرم القدسي، اي انهاء مسؤولية الاوقاف الاسلامية عن المقدسات الاسلامية في المدينة والتي يرى هؤلاء انها شيدت على انقاض هيكلهم المزعوم. وتسعى هذه المنظمات بالتعاون مع وزراء يمينيين في الحكومة الاسرائيلية ودوائر رسمية اخرى الى ارغام دائرة الاوقاف الاسلامية على اعادة العمل بموجب برنامج "زيارات السياح"، وهي زيارات كان يستغلها بعض اليهود لدخول الحرم القدسي. واوقف العمل بهذا البرنامج بعد زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي ارييل شارون الى المسجد الاقصى في خريف العام 2000 والتي ادت الى اندلاع انتفاضة الاقصى المستمرة حتى الان. ونشطت عمليات الاستيطان اليهودي في البلدة القديمة في القدس في الآونة الاخيرة، خصوصاً في محيط المسجد الاقصى، الامر الذي يسهل على الجماعات المتطرفة التحكم بالمسارات المؤدية الى الحرم القدسي. وباتت السيطرة على هذه المسارات من الناحيتين الجنوبية والغربية مطلقة من خلال بؤر الاستيطان الستين المنتشرة فيهما.