انضم الاتحاد الأوروبي إلى الولاياتالمتحدة أمس، بدعوة الاممالمتحدة بفرض عقوبات على السودان ما لم ينزع أسلحة ميليشيات متهمة بارتكاب أعمال عنف في اقليم دارفور، غرب البلاد. وناشد وزراء خارجية الاتحاد، خلال اجتماع في بروكسيل، مجلس الأمن "اصدار قرار بهدف اتخاذ مزيد من الاجراءات، بما في ذلك فرض عقوبات، في حال عدم تنفيذ حكومة السودان واجباتها والتزاماتها فوراً". وأوضح بيان ان الاتحاد الاوروبي سيوفد قريباً فريقاً من خبراء مدنيين وعسكريين إلى المنطقة لتقويم سبل مساعدة بعثة من المراقبين تابعة للاتحاد الافريقي توجد في دارفور حالياً، وانه سيزيد مساعداته الانسانية. والتقى وزير الخارجية الهولندي برنارد بوت، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد، نظيره السوداني مصطفى عثمان اسماعيل السبت. وقال بوت إن اسماعيل وعده "بالتنفيذ الكامل للاتفاق المبرم بين الأممالمتحدة والحكومة السودانية". وكانت وزيرة الخارجية النمسوية بنيتا فيريرو فالدنر أكثر اصراراً على ضرورة تحرك الاتحاد نحو فرض العقوبات، وهو رأي تشاركها فيه ألمانيا. وقال خافيير سولانا منسق الشؤون الخارجية الاوروبي، إن الاتحاد منفتح على امكان ارسال مزيد من المراقبين إلى دارفور إذا دعت الضرورة. ويدرس مجلس الأمن حالياً مشروع قرار أميركياً يطالب الحكومة السودانية باعتقال قادة ميليشيا "الجنجاويد" ومحاكمتهم، ويهدد الخرطوم بعقوبات ما لم تتعاون خلال ثلاثين يوماً من تبني القرار. ورفض وزير الخارجية السوداني، الذي أمضى عطلة نهاية الاسبوع في مقابلات مع مسؤولي الاتحاد الاوروبي، اطلاق مصطلح "الابادة الجماعية" على الصراع في دارفور. وقال لصحيفة "دي ستاندارد" اليومية البلجيكية إن "ما يحدث في دارفور ليس ابادة جماعية". وأضاف الوزير ان الخرطوم تبذل جهوداً حقيقية لتصحيح الوضع، وأن هناك تقدماً بالنسبة إلى السلامة والمساعدات الانسانية، مشيراً إلى أن "ما يزيد على 100 من عناصر الجنجاويد اعتقلوا". ووصف ما يجري في دارفور بأنه "أزمة انسانية نتجت عن المعارك التي لم نتسبب باندلاعها". تحرك مصري وفي القاهرة، أعلن وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط انه قام بزيارة خاطفة لليبيا برفقة رئيس جهاز الاستخبارات اللواء عمر سليمان، حيث بحثا مع الزعيم الليبي معمر القذافي في الأزمة في دارفور. وقال ابو الغيط في تصريح صحافي لدى عودته من ليبيا ليل الأحد - الاثنين إن موضوع دارفور كان موضع "تبادل عميق للآراء" بينهما. وقال ابو الغيط ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول سيجري محادثات مع مبارك غداً الاربعاء في القاهرة، موضحاً أن "القضايا الرئيسية المطروحة خلال المحادثات تتضمن مجمل الوضع فى الشرق الاوسط والملف العراقي وتطورات الأوضاع في اقليم دارفور وكذلك العلاقات الثنائية". أنان وأوباسانجو وفي ابوجا، قالت ناطقة نيجيرية أمس، ان الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان سيجري محادثات مع الرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسانجو وزعماء افارقة آخرين في شأن مبادرات السلام في السودان وساحل العاج بعد غد الخميس. وأوضحت ان اوباسانجو هو الذي رتب للمحادثات التي ستعقد في اكرا عاصمة غانا بصفته رئيس الاتحاد الافريقي. وفي اديس ابابا أكد الناطق باسم الاتحاد الافريقي ادم ثيام أمس، ان الاتحاد يسعى الى احياء محادثات السلام المتعثرة بين الاطراف المتحاربة في دارفور، إلا أنه لا يتوقع الجمع بين الاطراف خلال الاسبوع الجاري. واضاف ان الاتحاد يواصل جهوده لنشر مراقبين لوقف النار في دارفور ونشر قوات لحمايتهم بحلول نهاية الشهر الجاري، إلا أن صعوبات في النقل والامداد قد تؤدي الى بعض التأخير. ويستعد الاتحاد لارسال 60 مراقباً لوقف النار الذي تم الاتفاق عليه بين المتمردين والحكومة السودانية في نيسان ابريل الماضي، كما يعتزم ارسال قوات قوامها 270 فردا غالبيتهم من نيجيريا وجنوب افريقيا ورواندا لحماية المراقبين. إلى ذلك، دعت جماعة غير معروفة أطلقت على نفسها اسم "جيش محمد" المسلمين في السودان الى الاستعداد لقتال القوات الغربية التي قد ترسل في أي مهمة الى غرب السودان. وقالت الجماعة في بيان وزع في مسجد في الخرطوم انها سمعت عن تدخل اميركي وبريطاني في دارفور، مشيرة الى انه ليس هناك أي شك في ان هذه "حرب صليبية" لا علاقة لها بمواطني دارفور. وناشدت الجماعة في بيانها المسلمين التوجه على عجل الى دارفور وحفر قبور جماعية ل"جيش الصليبيين". وقال شهود ان شباناً سودانيين كانوا يوزعون البيان على المصلين في المسجد.