يحتاج المنتخب السعودي لمعجزة حتى يتأهل إلى الدور الثاني خلف المنتخب الأوزبكي الذي ألحق بالأخضر الخسارة الأولى في تاريخ الفريقين. ومكمن الصعوبة التي تنتظر الفريق السعودي تتمثل في قوة المنتخب العراقي أقوى منتخبات المجموعة الثالثة. وحتى خسارته من أوزبكستان في المباراة الافتتاحية للفريقين لم تعكس العرض الذي قدمه الفريق العراقي الذي كان الأفضل والأخطر طوال المباراة. وبقي المراقبون طوال ليلة خسارة السعودية من أوزبكستان يترقبون أن يصدر قرار بإبعاد فاندرليم من سدة الجهاز الفني المشرف على المنتخب. لكن قراراً صدر في ساعة متأخرة من الليل أكد بقاء فاندرليم "ليس هذا وقت المحاسبة وبعد انتهاء البطولة سيتم مناقشة الأوضاع بشكل متأن". وكان فاندرليم قد تلقى سؤالاً من أحد الصحافيين بعد انتهاء المباراة عن حظوظه في البقاء مدرباً للفريق فأجاب "ليس عندى أي علم عن هذا الموضوع، السؤال يجب أن يوجه إلى القائمين على الاتحاد السعودي لكرة القدم. لعبت 23 مباراة لم أخسر أياً منها وهذا انجاز يحسب لي". ويرد النقاد السعوديون على فاندرليم بأنه لم يخض أي مباراة قوية تكشف قدرات المدرب. ويوافقهم المدرب على هذا الأمر غير أنه يزيد "ليس ذنبي أن ألعب مع فرق عربية أو آسيوية، هذا محيطنا الذي يجب أن نلعب فيه". ويرجع النقاد عدم خوض فاندرليم لأي مباراة قوية إلى أنه يخشى أن يفشل الفريق ثم توجه إليه سياط النقد في وقت باكر. وكان فاندرليم قد بدأ حملة تبرئة نفسه قبل أن تنطلق البطولة عندما ألقى باللائمة على الاتحاد المحلي الذي جامل الأندية، "على رغم أنني رفعت لهم تقريراً منذ شباط فبراير الماضي حول الإرهاق الذي لحق بلاعبي الاتحاد والأهلي والهلال". ولا يحظي فاندرليم بقبول لدى رجال الصحافة والإعلام في السعودية ويبدو أنه يبادلهم الشعور ذاته. حدثني صحافي عربي يعمل في إحدى المجلات الخليجية عن أجواء لقائه بفاندرليم "بعد انتهاء أحد تدريبات المنتخب السعودي سرت إلى جانبه وهو سألني عن بلدي وقال لي يبدو أنك لست سعودياً فقلت له نعم. ثم عقبت عليه: لماذا تسألني هذا السؤال؟ فأمسك بيدي وسار بي جانباً وقال أنا لا أفضل أن أتحدث مع الإعلاميين السعوديين. وبالمصادفة حضر أحد الإعلاميين السعوديين فأخفت فاندرليم صوته وتحدث لي بعموميات إلى أن ذهب الصحافي السعودي وهذا كان بداية حديثي معه عن تأزم العلاقة بينه وبين الصحافة السعودية". وتتركز انتقادات السعوديين لمدربهم حول الطريقة التي يلعب بها والأسماء التي يستدعيها إلى قائمة المنتخب وإبعاد لاعبين على قدر عال من الكفاءة والإبقاء على لاعبين لا يمثلون أنديتهم بصفة أساسية. ويستغرب النقاد المصاحبون للبعثة السعودية وجود عائلات الجهاز الفني في الصين في فندق آخر غير الذي يقطنه المنتخب "من المتعارف عليه أن هذه البطولة تحتاج إلى تركيز عال من اللاعبين والجهاز الفني والجهاز الإداري ولا نعرف كيف يحدث هذا الاستقرار وأفراد الجهاز الفني مهتمون بعائلاتهم التي تسكن فندقاً لا يبعد سوي خطوات عن فندق اللاعبين؟ نعتقد أن التدريب هو وظيفة وعمل فكيف يستغل المدرب ومساعدوه فترة العمل في اصطحاب عائلاتهم؟". ويبدو أن فاندرليم قد حقق ما لم يحققه في سنوات عمره التدريبية التي قضاها مساعداً للمدربين. فهو حصل على المال وعقده يستمر إلى 2006 وطلباته مجابة وخصوصاً عندما جلب من أبناء جلدته أكثر من خمسة فنيين لمساعدته. ومع هذا خرج غير مكترث بخسارة الفريق أمام أوزبكستان وختم مؤتمره الصحافي بقوله: "قد لا تجدونني بعد أربعة أيام، ربما يقيلونني من عملي".