يقف مدرب المنتخب السعودي الهولندي جيرارد فاندرليم على مفترق طرق ويدرك أن شهر العسل الطويل جداً الذي عاشه طوال عامين ماضيين مع المنتخب السعودي يمكن أن ينتهي نهاية دراماتيكية في حال فشل "الأخضر" في عدم تجاوز المرحلة التمهيدية من بطولة كاس أمم آسيا التي تجري فعالياتها حالياً في الصين. فالمؤشرات تدل على أن المدرب لم يعد يحظى بقبول لدى الرياضيين السعوديين" بعد أن تعادل المنتخب أمام فريق تركمانستان وهو المنتخب المصنف من قبل النقاد الآسيويين بأنه أقل فرق المجموعة الثالثة قدرة على التأهل إلى الدور الثاني من البطولة. ومنذ أن قدم فاندرليم إلى الملاعب السعودية للإشراف على الفريق الأول لكرة القدم لم يحظ بأي قبول لدى الرياضيين بكل توجهاتهم. وبقي الجهاز الإداري منافحاً عن المدرب الجديد طالبين من الجميع منح هذا القادم من بلاد الأراضي المنخفضة الفرصة كاملة. وأن لا يتم الحكم عليه من خلال سيرته الذاتية التي لا تحمل أي انجازات تحسن صورته، خصوصاً أنه لم يعمل من قبل مدرباً أول في حياته التدريبية التي قضاها مساعداً لجيل مدربين كان آخرهم مدرب برشلونة السابق لويس فان خال. وعلى الرغم من أن المدرب حاول في تصريحاته أن يروج لنفسه من خلال قصاصات صحف اسبانية تحمل تصريحات لنجم برشلونة السابق البرازيلي ريفالدو الذي أكد أن فريق برشلونة تدنت عروضه مع فان خال بعد أن بقي وحيداً بعد رحيل فاندرليم. وكسب فاندرليم الجولتين الأولى والثانية أمام النقاد ورجال الإعلام السعوديين اثر فوزه للمرة الأولى بكأس العرب التي فاز بها بعد توليه المهمة بفترة قصيرة. ولم يرض هذا الانتصار السريع المعارضين الذين أرجعوه إلى اللاعبين أنفسهم ولتواضع مستويات الفرق المشاركة، مدعمين أقوالهم بأن الفريق فاز في المباراة النهائية من دون أن يشرف عليه فاندرليم الذي كان حبيس فراش المرض اثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة. ثم كرر فاندرليم انتصاره مرة أخرى عندما قاد المنتخب السعودي للفوز بأعتى البطولات التي يخوضها "الأخضر" وهي بطولة كأس الخليج. وشعر حينها فاندرليم بكسبه الجولة من جديد. وأخذ خطاً مغايراً للنهج الذي اختطه في البداية ودخل في مماحكات مع الصحافة السعودية، بل وصل به الأمر إلى امتناعه عن التحدث لوسائل الإعلام المحلية، بحجة أن الصحافيين يتقولون عليه ما لم يقله. وقضية إبعاد المدافع حسين عبد الغني حاضرة في الأذهان وكيف دارت بين فاندرليم والصحف السعودية. واشتكى مراسلو الصحف السعودية غير مرة من "تطنيش" مدربهم لهم وتفضيل وسائل إعلام أجنبية عليهم. على غرار ما حدث في دورة كأس الخليج أو في البطولة الحالية قبل أن يضغط عليه المسؤولون للتحدث للإعلام المحلي. ولم تشهد العلاقة بينه وبين رجال الإعلام أي تحسن ملحوظ. وهو يرد عليهم دائماً بأن الفريق لم يخسر سوى مباراة واحدة فقط أمام لينخنشتاين وأنه نجح في التأهل إلى كأس أمم أسيا وأنه يسير في الطريق الصحيح نحو التأهل إلى التصفيات النهائية المؤهلة إلى كأس العالم 2006. واستخدم فاندرليم لغة قاسية وصفها البعض ب"المتغطرسة". وقبل انطلاق كأس أمم أسيا هاجم الإعلاميون فترة الاستعداد التي طلبها فاندرليم لتجهيز الفريق قبل الدخول في النهائيات وأنه اكتفى بمعسكر قصير لم يلعب فيه أي مباراة ودية. وفوق ذلك أبعد لاعبين من طراز رفيع من أمثال عبد اللطيف الغنام. وحملت نتيجة التعادل مع تركمانستان ما توقعه النقاد عندما ظهر الفريق بمستوى هزيل أغضب مسيري الكرة السعودية قبل جماهير الفريق.