في الإمارات كما في الكثير من الدول العربية، حظيت المرأة ببعض الاهتمام على الصعيد الأكاديمي. وظهرت دراسات عنها في ميادين الحياة العملية والاجتماعية. كانت الأبحاث المنضوية تحت بند الدراسة النسوية جزءاً منقولاً عن منشئها الأصلي في الغرب. لم تتوافر نسبة أو أرقام تحدد حجم الاهتمام بالمرأة في هذا الجانب تقول الدكتورة حصة لوتاه رئيسة قسم الاتصال الجماهيري في جامعة الإمارات أن ثمة عدداً مرضياً إلى حدّ ما من الإماراتيات حملة الدكتوراه والباحثات تراكمت تجربتهن منذ إنشاء الجامعة في العام 1978. ولا تجد أي فارق أكاديمي بين النساء والرجال بل مسألة تمايز بين الناس والحقول الدراسية. "إن الدراسات النسائية جديدة لدينا ولدى الغرب لكنها أتت من هناك واهتمت بفئة معينة في المجتمع. وتاريخياً، كان لهذه الدراسات جذور ليبرالية أو ماركسية أو راديكالية متطرفة في إلغائها للرجل. وقد ناقشنا أيام الدراسة قضية ظهور الأبحاث النسوية في مجتمع مختلف عنا ولم أوافق آنذاك عليها أبداً. إلا أننا مضطرون لها بسبب الفجوة المعرفية وعلينا التنبه إلى خصوصية المكان الذي يستوعب النظرية أو الدراسة". وانتقدت النقل الحرفي للمسميات والمصطلحات من دون أن تنتقص من دور الأبحاث النسائية اضافة إلى الفكر الإنساني. وتصنّف لوتاه الدراسات على أنها نسوية عندما تهتم بالمرأة لكنها تأخذ عليها تسليط الضوء المبالغ فيه على ذكورية المجتمع العربي وعقدة الاضطهاد المزعومة علماً أن الغرب يعاني أكثر في استغلال المرأة استهلاكياً، ولم يعجبها التقليد لأنه أسوأ من الأصل ومبتذل "كي نكون واقعيين، لا نستطيع الادعاء بأن لدينا مناهج محلية في الجامعة لنحاكمها". في رأي آخر، تؤكد الدكتورة آمنة خليفة الأستاذة في جامعة الإمارات في كلية التربية أن المرأة متواجدة على الساحة الإماراتية في الميادين كافة. وتعتبر أن الجانب الأكاديمي يجب النظر إليه من زاويتين الأولى العدد الكبير من النساء الحاصلات على مؤهلات بكالوريوس ودكتوراه، والثانية الحضور النسائي في مختلف مجالات العمل مع الإنجازات الكبيرة التي يراها البعض ناقصة. وتشرح: "من وجهة نظري، أجد أن الإعلام المحلي لم يمنح الانجازات النسائية حجمها الحقيقي عندنا لأسباب عدة منها امتناع الإماراتية نفسها عن الظهور عبر وسائل الانتشار هذه. ولو قمنا بتصنيف لمجمل ما قدمته الدراسات الأكاديمية في القطاعات المتعلقة بالمرأة سنعدها قليلة ومتواضعة. وقد لا أدعي القول أنني كنت أول إماراتية تبحث في رسالة الدكتوراه على سبيل المثال الدور التعليمي والتثقيفي للجمعيات النسائية وما يتوجب عليها للنهوض بأحوال المرأة. وثمة دراسات عنيت بالإدارة وموقع المرأة ودورها في العمل وقضايا اجتماعية متعددة مثل الطلاق والعنوسة وغيرها. لكن المشكلة ليست في الإعداد بل في الإبراز ومن يعرض الدراسة ويطبق التوصيات الصادرة فيها". وتتناول خليفة مسألة غياب التراكم فكأن الباحث أو الباحثة يبدآن من الصفر. وتمنت على التلفزيون أن يساهم في إيضاح الصورة. وأبدت استعدادها للإسهام في إدارة وطنية تتبناها مؤسسة ما لفرز الدراسات وتصنيفها والتفتيش عن تطبيقاتها. ورأت أن قضايا المرأة تمر بمراحل مختلفة تتبدل معها الاهتمامات بحسب الواقع والمتغيرات والظروف. وقالت أن استفتاء للاماراتيات سيظهر مدى حاجتهن إلى الدراسات الأكاديمية. وتضيف: "لا أريد من مناهجنا الفصل بين امرأة ورجل... ومن الأفضل معالجة المسائل من زاوية شمولية تطرح حلولها واستنتاجاتها لتصب في مصلحة جميع كافة أفراد الأسرة".