في تطور لافت، غادرت القيادات الكردية البارزة بغداد متوجهة الى الشمال، في مؤشر يعكس تصعيداً في الخلافات بين الزعيمن الكرديين مسعود بارزاني وجلال طالباني من جهة، واعضاء مجلس الحكم من جهة ثانية. وكشف مسؤول بارز في "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" في العراق ل"الحياة" ان طالباني وبارزاني اجريا اتصالات مع دوائر عربية قدما فيها نفسيهما حماة للطائفة السنية، ونقطة توازن في المعادلة الداخلية مع القوة السياسية المتنامية للشيعة. واضاف ان "كل القوى السياسية الكردية متفقة على موضوع اقامة فيديرالية - سياسية وضم كركوك وخانقين وأجزاء من الموصل وديالى الى الكيان الكردي الفيديرالي". وقال ان "الاتصالات تكثفت بين 19 حزباً كردياً ناشطاً في شمال العراق بينها حزب "الاتحاد الاسلامي الكردستاني" و"الجماعة الاسلامية" لتوحيد المواقف ودعم مشروع الفيديرالية المطروح". واشار الى ان قيادة "المجلس الأعلى" طرحت على القيادة الكردية تنظيم استفتاء في كردستان حول قيام كيان فيديرالي سياسي، متوقعاً ان يصوت 80 في المئة من الاكراد لمصلحة البقاء في اطار عراق موحد مركزي. واكد ان هناك خلافات كبيرة بين طالباني وبارزاني حول من سيقود الكيان الكردي. وزاد ان غالبية "العرب في كركوك هم من الشيعة الذين استفادوا من سياسة التوطين التي اتبعها نظام صدام حسين في هذه المحافظة". لافتاً الى "التضامن الشيعي - التركماني ضد مشروع ضم كركوك الى اقليم كردستان". وتابع ان الأميركيين طلبوا من الأكراد اعلان مشروع ضم كركوك الى اقليم كردستان لأسباب استراتيجية، تقضي بتجزئة المثلث الجغرافي: كركوك - الموصل - الأنبار - بغداد. من جهة اخرى، وصف الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في خطبة الجمعة طلب الأكراد ضم كركوك الى كردستان بأنه "حركة انفصالية"، محذراً القوى الكردية من المضي قدماً في هذا الموضوع.