سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المعبر الإيراني لإرهابيي "القاعدة" مؤشر إلى الخيوط المفقودة في علاقتها بطهران . تقرير لجنة التحقيق في 11 أيلول يصدر اليوم : عشر فرص ضائعة لرصد منفذي الاعتداءات
تنشر لجنة التحقيق في اعتداءات 11 أيلول سبتمبر، اليوم، تقريرها الواقع في أكثر من خمسمئة صفحة والذي أثار جدلاً بتلميحه إلى تورط إيران في تسهيل عبور مقاتلي "القاعدة" إلى أفغانستانوباكستان. ويسرد التقرير تفاصيل لما يصل إلى عشر فرص ضائعة مكنت خاطفي الطائرات من النجاح في تنفيذ اعتداءاتهم على برجي مركز التجارة العالمي والبنتاغون، إلا أنه يبرئ الإدارة الأميركية من فرضيات تحدثت عن إمكان تجنب الهجمات. ونقل عن مسؤولين أميركيين وآخرين على علم بالتقرير قولهم إن لجنة التحقيق تحمل كلاً من إدارتي بوش وكلينتون الخطأ لكنها لم تقل إن كان من الممكن منع الهجمات. يعترف تقرير لجنة 11 أيلول بأن الكثير من الفرص الضائعة كانت تقوم على التخمينات وأن البعض الآخر كان يتطلب تتبعاً للأحداث يعتمد على الحظ لتغيير النتيجة، بحسب ما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" أمس، مشيرة إلى أن ستاً من الفرص الضائعة كانت في عهد إدارة بوش وأن أربعة منها كانت في عهد كلينتون. ومن بين الفرص الضائعة إخفاق وكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي في إضافة اسمين لاثنين من الخاطفين على لوائح مراقبة الإرهابيين وتعامل مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي مع اعتقال زكريا موسوي المتهم بأنه من المتآمرين في هجمات 11 أيلول، إضافة إلى العديد من المحاولات الفاشلة لقتل أسامة بن لادن زعيم "القاعدة" أو القبض عليه. المعبر الإيراني من جهة أخرى، أكدت مصادر أميركية اطلعت على التقرير، أنه يتطرق إلى سفر أعضاء من "القاعدة" عبر إيران، من والى مخيمات التدريب في أفغانستان قبل اعتداءات 11 أيلول، باعتبار أنها شكلت طريقاً آمناً وبعيداً من المراقبة الغربية، على عكس الوضع في باكستان المجاورة. ويتوقع أن يتناول التقرير عبور ثمانية على الأقل من أصل 19 انتحارياً من منفذي 11 أيلول، الأراضي الإيرانية في الأشهر القليلة التي سبقت الاعتداءات. وقال توماس كين رئيس لجنة التحقيق إن استخدام إيران كطريق عبور يعزز فرضية قيام علاقة تعاون مع "القاعدة"، على رغم عدم ذكر التقرير معلومات إضافية توضح هذا الرابط. وقال مسؤول استخباراتي كبير اطلع على التقرير إن المجاهدين الإسلاميين "سمح لهم مراراً بالعبور في إيران من دون توقيفهم أو استجوابهم بحذر أو ختم وثائقهم". وشدد المصدر على أن "هذا الإجراء لم يكن محصورا بالقاعدة فقط، كما أن الأسفار تلك ،ليست دليلاً على تعاون إيراني خاص مع التنظيم". وحصلت الاستخبارات الأميركية على معلوماتها، عبر تسجيلات رصدتها الشرطة الإيطالية لأعضاء تونسيين في خلية "القاعدة" في ميلانو، ناقشوا في اتصال هاتفي مطلع عام 2001 طريقة عبور الحدود الإيرانية. وتبين لاحقاً أن رمزي بن الشيبة الذي يعتبر منسق اعتداءات أيلول سافر إلى طهران في طريقه إلى أفغانستان عام 2000. كذلك أكد علي رضا جعفرزاده الرئيس السابق للمجلس الوطني للمقاومة في المنفى مجاهدين خلق أن المؤشرات تتحدث عن تعليمات حصل عليها حرس الحدود الإيرانيين بتسهيل عبور أعضاء "القاعدة" عبر الحدود، معتبراً أن ذلك "يُدرج في إطار رعاية إيران للإرهاب على مدى أكثر من عقدين". أما فيليب زيليكو المدير التنفيذي للجنة 11 أيلول، فأكد في مقابلة مع مجلة "تايم"، أن الاستخبارات الأميركية سارعت إلى إسقاط احتمال تورط السلطات الإيرانية مع "القاعدة"، معتبراً أن على تقرير اللجنة مواجهة مسلمات تشير إلى عدم ترجيح قيام تعاون بين نظام طهران الشيعي والتنظيم السني. وكان تقرير داخلي للجنة أشار في حزيران يونيو الماضي، إلى رابط بين "القاعدة" ومسؤولين في "حزب الله" اللبناني لم تكشف تفاصيلها. كما تحدث عن تورط "القاعدة" في تفجيرات الخبر عام 1996 . غير أن مصدراً استخباراتياً أميركياً قال عن التقرير: "إذا كان هذا كل ما لديهم، فهو ضعيف جدا"، فيما اعتبر مسؤول في "سي آي أي" أن الوكالة سبق أن اطلعت على المعلومات التي ذكرتها اللجنة، مشدداً على ورود أدلة على تورط "القاعدة" في تفجيرات السعودية، إلا أنها تضمنت معلومات عن تورط إيران و"حزب الله". وعن الدافع الى التشكيك بالعلاقة بين الجمهورية الإسلامية و"القاعدة"، قال المسؤول إن أبرزها خلافهما في أفغانستان ووقوف الأولى إلى جانب تحالف الشمال فيما دعمت الثانية "طالبان"، مشيراً إلى "التباين السني- الشيعي" في هذا الشأن. طهران وخالد الشيخ والزرقاوي وقالت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" إن التقرير تحدث عن عمليات نقل المقاتلين الذين جندوا إلى أفغانستانوباكستان عبر إيران. وحددت من بين من تولى عمليات نقلهم، خالد الشيخ محمد المتورط في تفجيرات برجي مركز التجارة العالمي. وقال أحد المعتقلين إن خالد الشيخ طلب استخدام المعبر الإيراني باعتبار أن معبر خيبر الواصل بين بيشاور وجلال آباد وضع تحت مراقبة إستخباراتية غربية مشددة. ولفت إلى أن خالد الشيخ عمل بشكل أساسي خارج كراتشي، وإن كان يمضي أسابيع في الشمال لتجنيد المقاتلين في ولاية بلوشستان الحدودية. وكانت تقارير الاستخبارات الألمانية تحدثت عن عمليات تجنيد تمر عبر كويتا عاصمة بلوشستان. وأفادت تقارير أن خالد الشيخ يعرف بلوشستان جيداً باعتبار أن أبيه ولد في الشطر الإيراني منها. على صعيد آخر، تزعم الاستخبارات الأوروبية أنها رصدت إشارات إلى استخدام وجوه إرهابية بارزة ك"أبو مصعب الزرقاوي" إيران ملجأ لها. ويعتقد أنه كان يدير مخيماً للإرهاب في مدينة هيرات الأفغانية على الحدود مع إيران. وتقول الاستخبارات الألمانية ؤنه نقل مخيمه إلى إيران مباشرة بعد الغزو الأميركي لأفغانستان. إصلاح الاستخبارات الأميركية إلى ذلك، أكد دينيس هاسترت الناطق باسم مجلس الشيوخ الأميركي إن من غير المحتمل أن يبدأ الكونغرس العمل هذا العام، في مراجعة عمليات أجهزة الاستخبارات، باعتبار أن ثمة شكوكاً في قدرة تقرير لجنة التحقيق على إحداث تغيير سريع لحظة نشره. وباشر أعضاء ديموقراطيون وجمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي أمس، نقاشاتهم بالنسبة إلى إنشاء جهاز للاستخبارات مع منصب وزاري، وفقاً لما أوصت به لجنة التحقيق. واستمعت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ خصوصاً إلى السيناتور الديموقراطية ديان فاينشتاين التي قدمت مشروع قانون يهدف إلى إنشاء مثل هذا المنصب الذي سيطلق عليه اسم "المدير القومي للاستخبارات".