اتهم الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله اسرائيل باغتيال احد كوادر المقاومة الإسلامية غالب عوالي امس في الضاحية الجنوبية. وأكد ان هناك كباراً في لبنان يغطون العملاء الذين يملأون لبنان وأن المقاومة ستقطع يد العدو الصهيوني والعملاء في الداخل. واعتبر ان حماية المقاومة تكون بتعليق القتلة على المشانق لا بتغطيتهم وبإصدار البيانات. وقال نصر الله في كلمة في المشيعين قبل الصلاة على عوالي: "ان الأيدي التي قتلت قبل عام الشهيد علي صالح في تفجير سيارته في الضاحية هي الأيدي نفسها التي قتلت الشهيد عوالي وللسبب نفسه وللذنب نفسه بحسب تعريفهم واصطلاحهم. اليوم نقدم غالب شهيداً للبنان وهو ايضاً شهيد لفلسطين لأن الشهيد علي صالح كان من الفريق الذي نذر حياته في السنوات الأخيرة لمساندة اخوانه في فلسطينالمحتلة". وأضاف: "نحن لا نريد ان نخفي هذه الحقيقة وإنما نعلنها ونفاخر فيها، ان غالب عوالي هو شهيد طريق فلسطين، شهيد القدس والمسجد الأقصى ومواجهة المشروع الصهيوني، وهذه المعركة لن نتخلى عنها في يوم من الأيام. نحن في موقع نقاتل فيه في العلن والسر". وتابع: "اليوم بين يدي الشهيد اعلن بوضوح ان الجهة المسؤولة بالكامل عن اغتيال شهيدنا القائد غالب عوالي هي العدو الصهيوني إما بأيدي اسرائيليين تسللوا الى لبنان بجوازات سفر اوروبية او اميركية وأجنبية وإما بأيدي عملاء لبنانيين محليين ونحن نضع مسؤولية ما حصل عند هذه الجهة وحدها". واعتبر نصر الله "ان ما قيل في وسائل الإعلام عن تبني ما سمي بجهة سنية اصولية جماعة "جند الشام" الموجودة في مخيم عين الحلوة اغتيال شهيدنا، هو كذب وافتراء، والذي قام بالاتصال هو عميل لإسرائيل ايضاً". وقال: "ان ما يجرى في فلسطين وما حصل اليوم في لبنان هو عبرة لكل اخواننا في العراق وفي اي مكان من العالم العربي، الصهاينة يقتلوننا ثم يتصلون ببعض وكالات الصحافة العالمية المحترمة من اجل اعطاء صدقية للاتصال ليقولوا ان هناك سنّة اصوليين هم الذين قتلوا المقاوم الشيعي غالب عوالي، يقتلوننا ويسفكون دمنا بسيوفهم ثم يأتون بإعلامهم وبألسنتهم ليوقعوا الفتنة بين الأخوة، بين الشيعة والسنّة". وذكّر بما كان حذر منه خلال تشييع صالح العام الماضي قائلاً: "واليوم نعيد الكلام نفسه، اذ ليس هناك اي تحرك جدي على اي صعيد، لبنان يملأه العملاء من الحدود الى الحدود ببركة التسامح والتساهل، بل التغطية السياسية لكثر منهم". وأضاف: "قلت قبل مدة، أرجو ألا يأتي يوم اضطر فيه الى تسمية اسماء كبار في لبنان يتصلون يومياً بالمحكمة العسكرية من اجل إطلاق عملاء، ولن أفعل ذلك، ولكن يبدو انني سأفعل ذلك قريباً، وأن كباراً في لبنان يغطون العملاء الذين يقدمون معلومات تفصيلية عن المنازل والسيارات والأماكن والمراكز والتحركات، وكل التفاصيل تصل الى الإسرائيليين". وقال: "يبدو ان الشهيد كان متابعاً بدقة، وهم كانوا يعرفون انه يقوم بإجراءات حول سيارته قبل ان يركب فيها ولذلك اعدوا للاغتيال مع اخذ كل هذه الملاحظات في الاعتبار". وسأل: "من الذي يقدم هذه المعلومات تفصيلياً؟ هل المطلوب ان نشيّع في كل يوم شهيداً حتى يتحرك القضاء والدولة والسلطة في لبنان؟". وقال: "نحن لن ننتظر ذلك ابداً". وأضاف: "هذا دمنا الذي سفك اليوم ونحن لا نسكت على دم يسفك، والعالم كله يعرف ذلك... أنا أطالب بوقفة رسمية وشعبية مسؤولة، وإن كنت لا احب ان ادخل في هذا السجال، فإن بعض النواب الذين علقوا قبل ايام على توقيف المقاومة الإسلامية في جنوبلبنان لبعض العملاء عليهم ان يجيبوا شعبهم اليوم عن العملاء الذين قتلوا غالب عوالي، هل هؤلاء النواب قادرون على حماية قادة المقاومة وكوادرها الذين اعطوا للبنان الحرية والكرامة والوجود والكيان والاستقلال والسيادة". وأكد ان "الذين ينعمون اليوم على مقاعد المجلس النيابي والحكومة والرئاسات او اي موقع من مواقع هذه السلطة هل كانوا سيصلون الى هذه المواقع لولا تضحيات المقاومين من كل الأحزاب والقوى في لبنان التي طردت الاحتلال عام 1985 وعام 2000؟". وكان امير جماعة "جند الشام" ابو يوسف شرقية نفى اي "علاقة" لجماعته بالحادث. الى ذلك، علّق النائب بيار الجميل على ما قاله نصرالله على خلفية الموقف الذي اعلنه الجميل قبل يومين في شأن توقيفات قام بها "حزب الله". فأكد ان "لا ضمانة لأي فريق لبناني خارج منطق الدولة الحاضنة للجميع، لأن مفهوم الدويلات والمحميات والمربعات والجزر الأمنية يفسح في المجال لخروق عدة تهدد بعودة لبنان الى أيام لا يرغب اللبنانيون في العودة اليها".