المناطق الجنوبيةالمحتلة التي كانت حتى الامس القريب مسرحاً لعمليات "حزب الله"، زارها امس امينه العام السيد حسن نصرالله، وخطب في مهرجان في ساحة بنت جبيل حضره عشرات الألوف. فذكّر "بفضل الشهداء والاستشهاديين والمجاهدين والمقاومين وعائلات الشهداء والأسرى الذين ما زالوا في السجون والذين خرجوا منها وكل من أسس لهذا الخط الجهادي في لبنان وكل العلماء والمفكرين وكل الذين عملوا ليكون في لبنان شعب مؤمن ومجاهد ومقاوم، وسكان الشريط الذين تحملوا الويلات وسكان قرى خطوط المواجهة الذين كانوا يقصفون كل يوم، والموقف الشعبي العام المحتضن للمقاومة والموقف الرسمي العام وخصوصاً في ظل عهد الرئيس إميل لحود وحكومة الرئيس سليم الحص"، في انجاز التحرير. وشكر أيضاً لإيران وسورية دورهما في دعم المقاومة. واعتبر "اننا في بنت جبيل نحتفل بنصرين: الأول هو تحرير ارضنا وجزء كبير من المعتقلين في سجون الاحتلال، وإلحاق الهزيمة بالعدو. نحن اليوم ننعم بالحرية والأمان ولا تجرؤ طائرات العدو ان تأتي فوقكم. الذين يخافون ويرتعبون من مجسم لمنصة كاتيوشا في كفركلا، أجبن من أن يأتوا اليكم في مثل هذا اليوم، نحن في أرضنا بفضل دماء شهدائنا والصمود والمقاومة وليس منّة من أحد، لا من الأممالمتحدة التي عجزت عن تنفيذ قرارها الرقم 425، 22 عاماً، ولا من مجلس الأمن الدولي ولا من الحَكم غير النزيه، الولاياتالمتحدة الاميركية، ولا من المفاوضات ولا من حكومة ايهود باراك الذي خرج من هذه الأرض لأنه لم يكن أمامه الا خيار واحد". وأضاف "النصر الثاني هو طريقة فرض الانسحاب على العدو. انتم فرضتم عليه التوقيت والتكتيك والطريقة وأثبتم بعد الانسحاب انكم شعب لائق بالنصر. كان الاسرائيلي يخطط ليكون انسحابه بعد أسابيع عدة". وقال "كل هذه الدبابات والمواقع تؤكد ان ما حدث في جنوبلبنان هزيمة اسرائيلية كاملة". وأشار الى ان "ما خطط له العدو ليحصل العملاء الخونة على العفو انتهى في أذلّ صورة ممكنة". وتابع: "ان العدو كان يراهن على ان هذه المنطقة لن تنعم بنصر وانها ستدخل في ظلام دامس وفي فتن لا حدود لها، وان بلدات ستهدم وستسفك دماء وترتكب مجازر، لكنكم اثبتم ان شعب لبنان ودولته ومقاومته وكل طوائفه جديرون بالنصر". وسأل "هل قتل رجل واحد؟ عندما انهار الجيش النازي في فرنسا أقدمت المقاومة الفرنسية المتحضرة على اعدام 10 آلاف عميل فرنسي من دون محاكمة. والمقاومة في لبنان اكثر حضارة من فرنسا وكل هذا العالم". وقال "هذا المشهد المثالي ابهر العالم. ربما حصلت اخطاء من متسللين، لكنها جزء بسيط من الصورة. لماذا يصرّ البعض على ان يضعنا بين مشهدين اخرجوا من مخابئكم ومن احقادكم وكونوا لبنانيين ووطنيين حقاً في هذه اللحظة التاريخية". واعتبر ان "الحفاظ على هذا الانتصار يحتاج الى جهد وتضحية وتواضع من الجميع، ولا تسمحوا لأحد في الأيام المقبلة ان يدخل على الخط. فنحن في جوار عدو لا يمكنه تحمل كل هذه البهجة. ويجب ان يكون هناك عيش مشترك حقيقي ويجب الا تكون هناك مخاوف لدى احد، مسيحياً كان أم مسلماً". وأضاف: "العملاء عبرة لجميع اللبنانيين وقد شاهدتم كيف أذلّ هؤلاء وهم يتهمون قائدهم انطوان لحد بخيانتهم وهو الذي قال: لقد اخلصنا لاسرائيل 25 عاماً وخانتنا وتركتنا في ليلة واحدة. فاسرائيل تكذب على المسيحيين والمسلمين وهم في نظرها مجرد خدم وعبيد. أما آن لبعض اللبنانيين أن يفهموا هذه الحقيقة؟". وقال "لتحصين الأمن القومي في لبنان يجب ان يحاسب العملاء امام القضاء". وأعلن "ان "حزب الله" ليس في وارد ان يكون بديلاً من الدولة. لسنا سلطة أمنية ومرجعية أمنية ولن نكون كذلك. الدولة مسؤولة عن هذه المنطقة التي عادت الى سلطتها، وهي تقرر من ترسل اليها، قوى الأمن أو اجهزة امنية اخرى". وتحدث عن المسؤولية الانمائية والاعمارية وهي "تحتاج الى الدولة التي عليها ان تتعاطى مع المنطقة في شكل طارئ واستثنائي. وحجم العمل المطلوب أكبر من أي مؤسسة أو وزارة". وقال: "هذا انتصار لكل اللبنانيين وليس انتصار حزب او حركة او تنظيم، هذا ليس انتصار طائفة أو انهزام طائفة. ومن يظن ذلك مخطئ أو جاهل. هذا انتصار للبنان. المقاومة كانت قوة الوطن وستبقى. وستجدون "حزب الله" والمقاومة الاسلامية أكثر تواضعاً من اي زمن مضى لأننا نشعر بعظمة ربنا وقدرته. ولن يستخدم هذا النصر في يد احد على حساب هذا الوطن أو على حساب اي جزء من شعبه". وأشار الى دعوة باراك لبنان الى اعتبار الانسحاب رسالة سلام قائلاً: "بعد ان قتل عشرات الآلاف من المدنيين، بعد ما لا يقل عن 1278 شهيداً من "حزب الله" إضافة الى آلاف الشهداء من الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية ودمر بلدنا واقتصادنا لا يزال يحتجز أسرانا في سجونه ويحتل مزارع شبعا. عن أي رسالة سلام يتحدث ثم يبدأ بالتهديد والتهويل على لبنان. وأقول ان كل أسير في السجون الاسرائيلية سيعود قريباً ان شاء الله. ومزارع شبعا ستعود الى لبنان. وأنا أنصحه بالخروج من مزارع شبعا. وستثبت الأيام ان لا خيار آخر لديه. نحن في المقاومة لا نفهم فلسفة مجلس الأمن 425 و242، لا نستوعبها، نحن نفهم ان هناك أرضاً لبنانية محتلة يجب ان تعود الى لبنان. اليوم هم الخائفون على امتداد هذه الحدود. وان اي اعتداء على لبنان لن يقابل بالشكوى الى مجلس الأمن، ومن هو مجلس الأمن؟ لن يقابل بالدموع بل بالمقاومة، وإذا اعتدت على لبنان ستدفع اثماناً غالية". وقال: "ايها اللبنانيون انتم أمام استحقاق استكمال التحرير وإعادة الأسرى وبناء مؤسسات الدولة". وخاطب شعب فلسطين: "مصيرك بيدك، ارضك تستطيع ان تستعيدها بإرادتك من دون ان يمنّ عليك هذا الصهيوني بزاروب هنا أو قرية هناك. يمكنكم أن تعيدوا أهلكم الى ديارهم بفخر واعتزاز من دون توسل لأحد. ان طريق فلسطين الى الحرية هو طريق المقاومة الجادة والانتفاضة الحقيقية. ليس الانتفاضة في اطار اوسلو او في خدمة المفاوض المتنازل في استوكهولم، الانتفاضة والمقاومة التي لا ترضى الا بالحق كاملاً كما في لبنان الذي يرفض ان يبقى جزء من أرضه تحت الاحتلال. لتحرير ارضكم لستم في حاجة الى دبابات ولا الى توازن استراتيجي... على طريقة الاستشهاديين الماضين الذين هزّوا الكيان الصهيوني وأرعبوه". وأضاف: "الخيار عندكم والنموذج ماثل أمام أعينكم".