يأمل لبنان في تحقيق طفرة سياحية قياسية الصيف الجاري، بعدما سجّل بالفعل زيادة نسبتها 35.12 في المئة في عدد الزوار الأجانب خلال الأشهر الستة الاولى من السنة الجارية. وقالت المديرة العامة لوزارة السياحة، ندى سردوق، لوكالة"فرانس برس":"نتوقع طفرة كبيرة هذا الصيف مع ارتفاع عدد السياح إلى ما لا يقل عن 1.3 مليون سائح في 2004". وأضافت ان"زيادة كبيرة سُجلت في الأشهر الستة الاولى، ونشعر بتفاؤل كبير بالنسبة لموسم الذروة في تموز يوليو وآب اغسطس". واعتبرت سردوق ان الزيادة التي سُجلت في النصف الأول من السنة الجارية تعود إلى"سياستنا في تشجيع اقامة المهرجانات الفنية والمعارض التجارية والمؤتمرات والندوات خلال أشهر كانون الثاني يناير وشباط فبراير وآذار مارس التي تشهد في العادة ركوداً سياحياً". وكانت السياحة في لبنان، التي تشهد انتعاشاً منذ نهاية الحرب 1975-1990، قد سجّلت دخول أكثر من مليون زائر في 2003، وذلك للمرة الاولى منذ 30 عاماً. وإجمالاً، زار لبنان 470 الفاً و832 أجنبياً في النصف الأول من 2004، بزيادة نسبتها 35.12 في المئة عن عددهم في الفترة نفسها من العام الماضي والذي بلغ 348 الفاً و452 سائحاً. ويشكّل العرب ومعظمهم من دول الخليج النفطية الغنية، العدد الأكبر من هؤلاء السياح مع 183 الفاً و570 زائراً يليهم الاوروبيون مع 11 الفاً و975، ثم الأميركيين مع 72 الفاً و14 زائراً وأخيراً الآسيويين مع 69 الفاً و279 زائراً. ويحتل السعوديون المرتبة الاولى بين السياح العرب مع 54 الفاً و225 زائراً، يليهم الأردنيون مع 39 الفاً و224 زائراً، ثم الكويتيون مع 25 الفاً و517 زائراً، وأخيراً المصريون مع 20 الف و19 زائراً. وبات لبنان مصدر جذب سياحياً متزايداً للعرب الذين لم يعودوا يشعرون بالارتياح في الولاياتالمتحدة منذ اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001 وأيضاً في اوروبا بسبب ارتفاع قيمة اليورو. وتوقع السفير السعودي الجديد في بيروت، عبد العزيز محيي الدين الخوجة، الخميس الماضي، أن يزور لبنان أكثر من 200 الف سعودي لقضاء اجازة الصيف، في ما يشكّل رقماً قياسياً. ويسعى لبنان، الذي يعاني من أزمة اقتصادية ودين عام يزيد على 34 بليون دولار، إلى زيادة عائداته السياحية منذ نهاية الحرب. ومنذ عام 1999، يشهد عدد السياح زيادة مطردة مع مليون و15 الف زائر في عام 2003 مقابل 956 الفاً و464 زائراً في عام 2002 و837 الفاً و72 في 2001 و741 الفاً و648 زائراً في عام 2000. وهذا العام، تجاوزت نسبة الاشغال 90 في المئة في الفنادق الكبرى، مع سعر يراوح بين 100 و300 دولار للغرفة بالنسبة لأكبر عشرة فنادق، وفقاً لمسؤول في فندق خمسة نجوم طلب عدم ذكر اسمه. وبالإضافة إلى المكاسب التي تحقّقها من اشغال الغرف والمطاعم، تحقّق الفنادق عائدات إضافية من تنظيم عروض الأزياء والمعارض التجارية ومؤتمرات رجال الأعمال وحفلات الزفاف المبهرة. وهكذا حقّق فندق خمسة نجوم في بيروت أرباحاً تزيد على ثمانية ملايين دولار في شهري تموز يوليو وآب زغسطس 2003. كذلك نجح لبنان في استضافة قمة استثنائية لمنظمة الدول المصدّرة للنفط اوبك في حزيران يونيو الماضي. ويقدّر الخبراء بأربعة بلايين دولار رؤوس الأموال التي تم استثمارها خلال الأشهر ال12 الماضية في مشاريع سياحية في لبنان، حيث ارتفع عدد الفنادق بصورة كبيرة، لا سيما في بيروت والجبل الذي اشترى فيه عدد كبير من ابناء الدول العربية ذات المناخ الحار منازل وفيلات فاخرة. ويشتهر لبنان أيضاً بمواقعه الأثرية التي تقام فيها مهرجانات فنية عالمية، مثل هياكل بعلبك الرومانية وسط البلاد وقصر بيت الدين في جبل الشوف شرق بيروت الذي يعود إلى القرن التاسع عشر.