عرض رئيس الحكومة المصرية الجديدة الدكتور أحمد نظيف التشكيلة الوزارية على الرئيس حسني مبارك أمس، بعدما انتهى من مشاوراته ولقاءاته مع المرشحين لتولي الحقائب الوزارية. وخصص نظيف يوم امس للقاء الوزراء القدامى الذين احتفظوا بحقائبهم أو اسندت اليهم حقائب جديدة. وعاد اثنان من هؤلاء رشحتهما الاشاعات الى الخروج من الحكومة، وهما وزير التموين الدكتور حسن خضر ووزير التخطيط الدكتور عثمان محمد عثمان مما جعل التغيير في المجموعة الاقتصادية محدوداً للغاية راجع ص 11. وبدا واضحاً أن نظيف واجه صعوبات للوصول إلى تشكيلة نهائية إذ قيل إن رئيس مكتبة الاسكندرية الدكتور اسماعيل سراج الدين اعتذر عن قبول حقيبة التخطيط في اللحظات الاخيرة، فاسندت الى عثمان وأن محيي الدين سعى الى توسيع اختصاصاته مما جعل من اعادة وزارة التموين الى خضر أمراً لازماً بعد اعادة توزيع المهمات والنفوذ على الوزارات الاقتصادية. واستنفذ البحث عن وزير للسياحة قدراً كبيراً من الجهد، بعدما استبعد الدكتور أحمد المغربي الذي رشح لتولي الحقيبة، لكونه حاملاً لجنسية أخرى غير المصرية. وتقلص عدد الوزراء الجدد الى أقل من 15 وزيراً في حين احتفظ نحو ثلثي اعضاء الحكومة السابقين بمواقعهم أو حركوا الى حقائب أخرى. وباستثناء صفوت الشريف ويوسف والي وحسين كامل بهاء الدين، فإن من خرجوا من التشكيل الوزاري لا يعتبرون من الوجوه المؤثرة شعبياً. واختار نظيف مقر الحزب الوطني الحاكم مكانا لمشاوراته امس، بعدما قضى يومين في "القرية الذكية" البعيدة عن العاصمة للقاءاته الأولى، ما عكس حرصه على اظهار تأثير الحزب على التشكيلة الوزارية. ولاحظ مراقبون رغبة نشأت في الساعات الاخيرة لتخفيف الانطباعات بأن السيد جمال مبارك رئيس أمانة السياسات في الحزب يدفع بعناصر محسوبة عليه الى واجهة العمل التنفيذي على رغم أن اكثر من وزير جديد هو بالفعل من اعضاء الأمانة. وفي المقابل اظهرت التشكيلة الجديدة صدق التوقعات بأن الحكومة الجديدة تركز على الإصلاح الاقتصادي والتعليمي على أن يضطلع الحزب الحاكم بمسألة الإصلاح السياسي الذي يتوقع ان يطرح الرئيس مبارك حزمة من الإجراءات والقرارات المتعلقة به في المؤتمر السنوي للحزب في أيلول سبتمبر المقبل. واللافت أن غالبية الوزراء القدامى الذين احتفظوا بمواقعهم ركزوا في تصريحاتهم أمس على مسألة قضية "تخفيف الاعباء عن المواطنين" باستثناء وزراء الاعلام الدكتور ممدوح البلتاجي الذي تحدث عن "تطوير الرسالة الاعلامية" والاوقاف الذي اشار الى أن وزارته "ستركز على تطوير الخطاب الديني". أما نظيف فقال ان الوزراء "وعدوا بتقديم أفضل ما لديهم من جهد وعمل".