تصاعدت هجمات مقاتلي "طالبان" في أفغانستان، وشملت هدفين تمسكت الولاياتالمتحدة بتوفير الحماية الفائقة لهما في قمة حلف شمال الأطلسي التي اختتمت في إسطنبول أول من أمس ، وهما: قواتها والأشخاص المعنيون بتنظيم الانتخابات المقبلة في البلاد. ووجه انفجاران وقعا دفعة واحدة ضربة جديدة لمساعي الرئيس الأفغاني حميد كارزاي خلق مناخ الاستقرار المواكب لإجراءات تسجيل الناخبين في جلال آباد، في حين شن مقاتلو "طالبان" هجوماً على قافلة تموين للقوات الأميركية. وفي غضون ذلك، توضحت صورة تردد الأطلسي في دعم المشاريع الأميركية في أفغانستان، من خلال إعلان مسؤولي الحلف أن إرسال قوة الرد إلى هناك سيحصل في حال الضرورة فقط. انفجرت عبوتان عند حاجزين أمنيين في مدينة جلال آباد شرق أفغانستان أمس، ما أسفر عن جرح 27 شخصاً، من بينهم خمسة أطفال وثلاثة على الأقل من ضباط الشرطة. وأوضح مساعد قائد الشرطة المحلية عبد الرحمن أن الانفجار الأول وقع في محطة الحافلات في شابليار، والثاني على الطريق الرئيسية المؤدية إلى كابول، في حين أوضح مصدر طبي أن ثمانية مصابين في حال الخطر. وجاء ذلك بعد أيام قليلة من مقتل سيدتين وجرح 11 آخرين يعملن في لجنة تسجيل الناخبين، استعداداً للانتخابات الرئاسية المقررة في أيلول سبتمبر، لدى انفجار قنبلة في حافلة أقلتهن في المدينة ذاتها. القافلة الأميركية وفي ولاية قندهار، هاجم مقاتلو "طالبان" قافلة شاحنات تحمل مواد غذائية نقلت من باكستان إلى قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة. وأطلق مقاتلو الحركة النار على القافلة أثناء عبورها ضاحية دار النور شمال غربي الولاية، مما تسبب في إحراق أربع شاحنات. وأعلن الجنرال خان محمد قائد الفيلق المحلي أن المهاجمين خطفوا 12 سائقاً وعاملاً أفغانياً، وأوضح أن القافلة كانت متوجهة إلى مطار ولاية أوروزجان المجاور. وفي قندهار، تضاربت معلومات في شأن خطف مقاتلي"طالبان" مراسلة تلفزيون "اس بي اس" الاسترالي كارميلا بارانوفسكا ومعاونها الافغاني. واعترف احد الناطقين باسم الحركة بالاختطاف، بينما نفاه آخر مشدداً علي أن الحركة لا ترغب في استهداف اشخاص ابرياء، بل أولئك المتعاونين مع القوات الاميركية. مقتل أحد زعماء "طالبان" وفي حادث أمني منفصل، نفذت قوات التحالف والقوات الأفغانية عملية مشتركة في ضاحية شار-شينو الواقعة في أوروزجان، أسفرت عن مقتل أربعة من عناصر "طالبان". وأشار جان محمد خان محافظ الولاية أن لائحة القتلى تضمنت الملا قاسم أحد زعماء الحركة، وأوضح أن القوات صادرت 20 مدفعاً رشاشاً وكمية من الألغام. بتر ساق جندي فرنسي وفي كابول، انفجر لغم بجنديين فرنسيين تابعين للقوة الدولية للمساعدة في إحلال السلام إيساف لدى مشاركتهما في تدريبات على إنزال من طائرة مروحية في حقل، مما تسبب في بتر ساق أحدهما، في حين تعرض الجندي الآخر لإصابات طفيفة نتجت من الشظايا المتطايرة. وقال الكوماندر كريس هندرسون إن منطقة الإنزال التي استخدمها الجنود الفرنسيون اعتبرت خالية من الألغام، "لكن لا يمكن التأكد أبداً بنسبة مئة في المئة من هذا الأمر، حتى في منطقة جرى تطهيرها". وكان جنديان كنديان من القوة الدولية ذاتها قتلا بلغم في تشرين الأول أكتوير الماضي. قوة الرد... للضرورة فقط وجاء حادث الجنديين الفرنسيين غداة اعتراض الرئيس جاك شيراك على اقتراح أميركي بنشر قوة متحركة للرد السريع تابعة للحلف في فترة الانتخابات. وتزامن أيضاً مع إعلان مسؤولي الحلف أن إرسال قوة الرد إلى أفغانستان سيحصل في حال الضرورة فقط وفي موعد غير سريع. وأوضح هؤلاء أن كتيبتين قوامهما ألفي جندي ستواصلان تنفيذ المهمات الموكلة إليهما في دول أخرى، إلا في حال وجود ضرورة لهما في أفغانستان. وكان قادة الحلف وافقوا خلال قمة إسطنبول على زيادة عدد القوات من 6500 إلى 10 آلاف جندي، وتشكيل أربع فرق جديدة لإعادة الإعمار تضم نحو 100 جندي. وخالف ذلك، مطالبة البيت الأبيض الحلف بالإسراع في إرسال التعزيزات من أجل دعم العملية الانتخابية التي تشكل خطوة ضرورية إلى الأمام تحصن إجراءات منع الإرهابيين من استعمال هذا البلد قاعدة لهم. وأكد الجنرال نهير عزمي الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية أن الزيادة المقررة لقوات الحلف غير كافية. على صعيد آخر، أصدرت محكمة أفغانية حكماً بإعدام نقيب الله الذي اعترف باغتياله نائب الرئيس ووزير الأشغال العامة حاجي عبد القادر في السادس من تموز يوليو 2002، وحكمين آخرين بالسجن في حق متعاونين آخرين في العملية التي قتل فيها زوج ابنة الوزير وأصيب اثنان من حرسه الشخصي. ويملك المحكومون الثلاثة حق استئناف الأحكام.